أقدم مسلحون مجهولون أمس على خطف مواطن بريطاني يعمل لدى شركة خدمات نفطية من وسط صنعاء بعد ساعات من 3 انفجارات استهدفت منطقة السفارة الفرنسية في عاصمة اليمن الذي يشهد حربا متصاعدة ذات طابع قبلي طائفي في الشمال، بحسبما أفادت مصادر متطابقة. وحصلت عملية الخطف أمام محل بقالة في حي حدة، وذلك بعد ثلاثة أيام من اختطاف مواطن ألماني في العاصمة اليمنية. وذكر مصدر نفطي أن الرجل المخطوف "يعمل في شركة خدمات نفطية يمنية". وأكد شهود عيان أن مسلحين اعترضوا الرجل أمام محل بقالة في حي حدة الذي فيه عدد من السفارات، واقتادوه إلى سيارتهم. وقال أحد الشهود: "لقد قام المسلحون بضرب الرجل بأعقاب البنادق على رأسه وأخذوه بسرعة إلى السيارة". وأكدت السفارة البريطانية في صنعاء أنها على علم بالمعلومات عن الخطف، إلا أنها "ما زالت تحقق في الأمر". وأتت عملية الخطف بعد ساعات من إطلاق قذيفة هاون ليل أول من أمس في اتجاه منطقة السفارة الفرنسية في صنعاء فيما انفجرت سيارة مفخخة على بعد مئات الأمتار منها في حي حدة، وفق مصدر في الشرطة اليمنية. وأوضح المصدر أن القذيفة سقطت على حاجز أسمنت وضع لدواع أمنية، في شارع يؤدي إلى السفارة الفرنسية، لافتا إلى أنه بعيد ذلك انفجرت عبوة ناسفة وضعت في سيارة متوقفة في الشارع الرئيسي في حدة. وقال المصدر إن "الهجومين وقعا بعد منتصف ليل أول من أمس ولم يسفرا عن ضحايا". وأضاف أن "القذيفة سقطت على بعد حوالى 30 مترا من السور الخارجي للسفارة الفرنسية"، فيما كانت السيارة المفخخة "متوقفة بين القنصلية ومقر إقامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح" في حدة. وفي باريس، أدان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومين نادال هذا الهجوم إلا أنه قال إنه "ليس هناك أي عنصر يسمح لنا تأكيد أن الانفجارات كانت تستهدف السفارة مباشرة". وقبل دقائق من هذا الحادث، هز وسط العاصمة اليمنية انفجاران ناتجان من عبوتين وضعتا في حافلة صغيرة (ميكروباص) متوقفة على مسافة غير بعيدة من مجمع وزارة الدفاع ولم يسفرا أيضا عن ضحايا، وفق ما قال مصدر عسكري في المكان. وفي شمال اليمن، هدأ القتال نسبيا أمس بين الحوثيين وأجنحة من قبائل حاشد بزعامة آل الأحمر، بعد أيام من المعارك الدامية التي تتخذ طابعا طائفيا متزايدا إضافة إلى طابعها القبلي. وذكرت مصادر عسكرية أن حصيلة المواجهات منذ مساء الثلاثاء الماضي في محافظة عمران الشمالية بلغت 150 قتيلا و400 جريح من الطرفين حتى مساء أول من أمس. وأكدت مصادر قبلية أن قبائل حاشد النافذة تداعت لاجتماع لبحث سبل مواجهة الحوثيين الذين يتخذون اسم "أنصار الله" والذين سجلوا تقدما ملحوظا مع سيطرتهم على معقل آل الأحمر، الزعماء التاريخيين لحاشد، في مديرية حوث. كما ذكرت المصادر أن الوساطة التي أرسلها الرئيس عبدربه منصور هادي تقوم بجهود أمس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وفي الجنوب، أصيب مسؤول أمني يمني وثلاثة من مرافقيه في كمين نصبه مسلحون مجهولون في حي خور مكسر بوسط مدينة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن. وقال مسؤول أمني إن "مجهولين يستقلون سيارة أطلقوا النار على نائب مدير المباحث في شرطة عدن لشؤون التحريات المقدم عوض الدحبول أثناء خروجه من مطعم شعبي متجها إلى مقر عمله ما أدى إلى إصابته بطلقات نارية في أنحاء متفرقة من جسده وإصابة ثلاثة من مرافقيه".