لندن - "الحياة"، ا ب، رويترز، ا ف ب - قال محللون نفطيون امس ان الالتزام الكامل باتفاق خفض الانتاج الجديد الذي توصلت الىه منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك خلال اليومين الماضين قد يعطي ثماره بحول الربع الاخير من السنة الجارية، مع احتمال ارتفاع سعر خام القياس البريطاني "برنت" الى 18 دولارا للبرميل بنهاية السنة الجارية. وهبط سعر خام القياس البريطاني "برنت" امس لعقود آب اغسطس في بورصة النفط الدولية في لندن الى 13.35 دولار للبرميل، اي بخسارة 26 سنتا من السعر الذي سجله الخام نفسه في اواخر التعامل في لندن يوم الاول من امس عندما تراجع بنحو 35 سنتا للبرميل. وقالت "اوبك" انها توصلت الى اتفاق على خفض الانتاج لدعم اسعار النفط التي تدهورت في الفترة الاخيرة الى مستويات لم تشهدها منذ عام 1986، لتعكس بذلك قرار رفع الانتاج الذي اتخذته المنظمة في مؤتمر جاكرتا في تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي. لكن على رغم ان كمية الخفض التي اعلن عنها يوم الاول من امس جاءت اكبر من توقعات معظم المحلليين والمراقبين لاسواق النفط الدولية، الا ان الاسعار لم تشهد اي تحسن خلال اليومين الماضيين نتيجة تشكك الاسواق في مقدرة دول "اوبك" التزام تخفيضات الانتاج التي اعلن عنها. وقالت "اوبك" انها توصلت الى اتفاق لخفض الانتاج بنحو 1.355 مليون برميل يوميا اضافة الى الخفض السابق الذي تم التوصل الى اتفاق في شأنه في اذار مارس الماضي ومقداره 1.245 مليون برميل يوميا، ليصبح اجمالي الخفض 2.6 مليون برميل يوميا تعادل نحو 9.63 في المئة من اجمالي انتاج المنظمة. ويسري الخفض لمدة سنة واحدة ويبدأ من الاول من الشهر المقبل. ويستثنى من الاتفاق الانتاج العراقي الذي يخضع لاتفاق "النفط مقابل الغذاء" مع الاممالمتحدة. وبالنسبة للدول المنتجة غير الاعضاء في "اوبك" فان جهودها لخفض الانتاج منذ آذار مارس الماضي بلغت 500 الف برميل يوميا منها 200 الف برميل يوميا للمكسيك ومئة الف لروسيا و50 الفا لسلطنة عمان. وقال خبير نفطي من مؤسسة "سالومون سميث بارني" فى لندن للوساطة ان "قرار اوبك سيأخذ اشهرا قبل ان ينعكس على الاسواق". واشار الى ان الاحتياط العالمي من النفط الخام وصل الى مستوى كبير فيما الطلب في تراجع. وتوقع الخبير نفسه الا تظهر اي اثار لقرارات "اوبك" قبل الشتاء في الفصل الاخير من السنة الجارية. وقال محلل نفط لندني "انه اتفاق جيد على ان يتم الالتزام به". وقال ليو درولاس كبير الاقتصاديين في مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن ان تخفيضات الانتاج التي يعد بها اتفاق "اوبك" الجديد حادة الى درجة انها ستوثر في المعروض النفطي على المدى الطويل، مشيرا الى ان ذلك يعتمد على طول فترة الالتزام بالاتفاق. واضاف ان ذلك قد يعني ارتفاع الاسعار الى 25 دولارا للبرميل في السنة المقبلة. وقال جون تولستر المحلل النفطي في مؤسسة "سوسيته جنرال" في لندن ان تخفيضات الانتاج كبيرة الى حد لا يستهان به، مشيرا الى ان اثر التخفيضات لن يتضح قبل ايلول سبتمبر المقبل. واضاف ان الالتزام بالاتفاق بنسبة 75 في المئة لا يكفي، لكن الالتزام مئة بالمئة في الاتفاق سيؤدي الى تقلص المعروض النفطي. وتفيد تقديرات الخبراء بأن الدفعة الاولى من تخفيضات "اوبك" في اذار مارس الماضي 245،1 مليون برميل تم الالتزام بها بنسبة 75 او 80 فى المئة. والتزمت السعودية والكويت والامارات بتعهداتها بدقة، الامر الذي لم يكن كذلك بالنسبة لايران. وقال تولستر ان تقديراته لمتوسط 15 دولارا للبرميل لخام "برنت" خلال السنة الجارية لم تتغير. وبلغ متوسط "برنت" في الفترة المنقضية من السنة الجارية 14.36 دولار للبرميل. وقال جوناثان رايت المحلل النفطي لدى مؤسسة "ميريل لينش" ان الالتزام الكامل بالتخفيضات قد يرفع سعر خام "برنت" الى 20 دولارا للبرميل خلال الربع الاخير من السنة الجارية. وفي ختام مؤتمر "اوبك" في فيينا اعتبر وزير نفط دولة الامارات والرئيس الحالي لمنظمة "اوبك" عبيد بن سيف الناصري ان تأثير الاتفاق سيأخذ بعض الوقت لكنه اعرب عن "ثقته" في رد فعل السوق. وقال: "نعتقد ان خفض الانتاج الذي سينفذ سيكون كافيا لاصلاح الخلل فى الاسواق حتى وان استغرق الامر بعض الوقت لكي تحدث هذه التخفيضات اثرها الكامل فى النظام الدولي للسوق". ومن المقرر ان تعقد اوبك مؤتمرها المقبل فى فيينا في 25 تشرين الثانينوفمبر المقبل.
