في أول ردّ فعل رسمي في المنطقة المغاربية على مبادرة الشراكة الاستراتيجية التي اقترحتها الولاياتالمتحدة على كل من تونسوالجزائر والمغرب والمعروفة ب"مبادرة أيزنستات"، اعتبر الرئيس زين العابدين بن علي امس انها تشكل "فرصة لتوسيع شبكة شركائنا الاقتصاديين وتمكين تونس من ولوج السوق الاميركية الواسعة بما تمثله من موارد مالية وتكنولوجية هائلة". وكان مساعد وزير المال الاميركي ستيوارت ايزنستات زار كلاً من تونس والمغرب عندما كان مساعداً لوزيرة الخارجية وعرض مشروع الشراكة على كبار المسؤولين في البلدين اضافة الى الجزائر. وعبّر الرئيس بن علي في خطاب ألقاه امس في ختام الاجتماعات السنوية لسفراء تونس في الخارج عن ارتياحه لنتائج الاجتماع الوزاري الاميركي - المغاربي في واشنطن في آذار مارس الماضي والذي حضره وزراء من تونسوالجزائر والمغرب لدرس صيغ تنفيذ المبادرة. واكد بن علي ان الملك محمد السادس "يشكل سنداً قوياً لمتابعة الطريق معاً نحو تحقيق تطلعات شعوبنا المغاربية الى الاندماج والوحدة والتضامن واستكمال مسيرة الاتحاد". وشدد على ان بناء الاتحاد المغاربي الذي أُنشئ في العام 1989 في مراكش "خيار استراتيجي". واكد ان "تفعيل مؤسسات الاتحاد تستأثر بالأولوية في سلّم اهتماماتنا". واشار الى وجود "استعداد واضح لدى الجميع لتجاوز العراقيل الحالية وعزم راسخ على تهيئة الشروط الملائمة لمعاودة المسيرة الاتحادية". واضاف "اننا نتطلع للقاء باخوتنا قادة البلدان المغاربية في القمة المقبلة للاتحاد قبل نهاية العام الجاري والتي نعتقد انها ستكون محطة مميزة في مسار بناء الصرح المغاربي". ويضم الاتحاد الذي ترأسه الجزائر منذ العام 1995 كلاً من المغرب وتونس وليبيا وموريتانيا اضافة الى الجزائر. وقال الرئيس بن علي ان تونس تؤيد اسناد مقعدين دائمين للقارة الافريقية في مجلس الامن "تشغلهما البلدان الافريقية بالتداول وبالامتيازات التي يتمتع بها اصحاب المقاعد الدائمة الحالية". وحض على معاودة مسيرة السلام في الشرق الاوسط. وقال في اشارة الى حكومة "ليكود" السابقة بزعامة نتانياهو: "نرجو ان تكون مرحلة الانتكاس بيّنت للجميع مدى المخاطر المنجرة عن اجواء التوتر وانعدام الثقة وضعف الصدقية". واضاف ملمحاً الى مماطلات رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك: "لا يمكن للمنطقة ان تتفادى المخاطر الا اذا توافرت الاسباب لاستئناف السعي الجدي من دون مماطلات نحو السلام الشامل والعادل والدائم طبقاً لمبدأ الارض في مقابل السلام والاتفاقات المبرمة بين الاطراف المعنية". وقال: "نأمل ان تكون التطورات الاخيرة في اسرائيل اطاراً لبروز ارادة السلام فيها وانقاذ مسيرته حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقه المشروع في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس الشريف ويستعيد الشعبان الشقيقان في سورية ولبنان اراضيهما المحتلة وتدخل المنطقة كلها في طور السلام الذي يؤسس للاستقرار والتعاون الدائمين".