حض سياسيون وأكاديميون من تونسوالجزائر والمغرب على تنشيط مؤسسات الاتحاد المغاربي وإخراجه من الازمة التي شلت هيئاته منذ 1995، تاريخ تجميد المغرب عضويته في الاتحاد. وشدد المشاركون في ندوة "اتحاد المغرب العربي: الواقع والآفاق" التي اقامتها "جمعية الدراسات الدولية" التونسية لمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الاتحاد على ما تفرضه التحولات الدولية المتسارعة من اجراءات لتكريس قيام تجمع اقليمي في المنطقة المغاربية. وحضوا في بيان اصدروه امس في ختام الندوة التي استمرت ثلاثة أيام على اتخاذ مبادرات اهلية لتحريك مشروع التكامل الاقليمي. وتحدث في الندوة وزير الخارجية التونسي السيد سعيد بن مصطفى ورئيس الوزراء السابق السيد هادي البكوش والأمين العام للاتحاد المغاربي السيد محمد عمامو ووزير الخارجية التونسي السابق السيد الباجي قائد السبسي وأكاديميون من الجزائر والمغرب. ورأى ابن مصطفى ان الاتحاد يعكس الواقع المغاربي بسلبياته وإيجابياته وان السنوات الخمس الاخيرة تزامنت مع تراجع العمل المغاربي قياساً على السنوات الخمس الأولى التي تلت انشاءه. وشكا عمامو من التأخير في التزام الجدول الزمني لمراحل تنفيذ الاستراتيجية المغاربية للتنمية المشتركة واطلاق المشاريع المغاربية الكبرى في القطاعات الحيوية. وحض على معاودة الحوار داخل المؤسسات المغاربية واعطاء دفعة للعمل الاقليمي واعتبر تحسين العلاقات الثنائية "مجالاً خصباً" لتكريس التقارب والتنسيق على الصعيد الاقليمي. وجددت السفيرة الاميركية في تونس روبن ريفل الدعوة التي كانت وجهتها واشنطن الربيع الماضي لتونس والمغرب والجزائر الى اقامة شراكة موازية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وأكدت ان دعوات ستوجه لمسؤولين من البلدان الثلاثة لدرس المشروع الذي اقترحه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ستيوارت ايزنستات خلال جولة قام بها على عواصم المنطقة العام الماضي. وأكدت ان المشروع يرتدي طابعاً اقتصادياً في الدرجة الأولى. وأوضح السفير احمد ونيس ان "مشروع ايزنستات" يندرج في اطار الاهتمام الاميركي المتزايد بالمنطقة، وتعزيز حضورها فيها خصوصاً الجزائر حيث تقدمت الولاياتالمتحدة الى المرتبة الثانية بين شركائها الاقتصاديين. وأشار الى ان واشنطن فجرت ازمة لوكربي في 1992 بعدما احرز الحوار المغاربي الأوروبي المعروف بپ"حوار 5 " 5" تقدماً حقيقياً مما ادى الى تعطيله حتى اليوم.