اكد وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع "عدم وجود اي تغيير" في موقف بلاده من شروط استئناف مفاوضات السلام مع اسرائىل. واعتبر زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مطلع الشهر المقبل "مهمة خصوصاً بالنسبة الى المسار السوري". وكان الشرع يتحدث خلال استقباله وزير الخارجية النروجي كنوت فولبيك الذي اجرى محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين تهدف الى "تسهيل" استئناف مفاوضات السلام السورية - الاسرائىلية. وامل فولبيك امس بأن يحمل اليوم الى المسؤولين الاسرائيليين "رسالة ايجابية" من المسؤولين السوريين ردا على طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير خارجيته ديفيد ليفي "المضي قدما نحو استئناف مفاوضات سلام تؤدي الى توقيع اتفاق" بين دمشق وتل ابيب. واضاف: "لدي انطباع ان لدى الاسرائىليين الرغبة في مواصلة تنفيذ التزاماتهم في ما يتعلق بعملية السلام بما في ذلك المسار السوري". وكان فولبيك اعلن في عمان قبل انتقاله الى دمشق انه يحمل "رسالة مفتوحة" من باراك وليفي تدعو سورية الى "توقيع اتفاق سلام والتجاوب مع هذا العرض، خصوصاً ان الحكومة الاسرائيلية الحالية ترغب في التوصل الى سلام مع دمشق". وقال الشرع رداً على سؤال: "ليس هناك اي تغيير في الموقف السوري المبني على الشرعية الدولية واستئناف محادثات السلام من حيث توقفت والتزام ما تم التوصل اليه خلال المرحلة السابقة كي نتابع هذه العملية ونتمكن من ايصالها الى هدفها المنشود وهو اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة". ووصف زيارة اولبرايت المقبلة بانها "مهمة باعتبار ان واشنطن الراعي الاساسي لعملية السلام. وبالنسبة الى المسار السوري خصوصا، هناك وديعة لدى الولاياتالمتحدة واولبرايت مطلعة عليها كما اعتقد، وبالتالي فاننا متفائلون بهذه الزيارة التي ستجري هنا في المنطقة، ونحن حريصون على استئناف المفاوضات من حيث توقفت ونتطلع قدماً لتحقيق نتائج مرضية للطرفين". وبثت اذاعة دمشق ان دعوات استئناف مفاوضات السلام "من دون شروط مسبقة" لا يمكن ان تجد "اي استجابة من دمشق او بيروت"، مشيرة الى ان السلام "رهن بالانسحاب الاسرائىلي الكامل من الجولان وجنوب لبنان". الملك عبدالله من جهة اخرى، طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال اجتماعه مع وزير الخارجية النروجي، بتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين أطراف العملية السلمية في سبيل الانطلاق "نحو تسوية نهائية على جميع المسارات". واعلن فولبيك في العاصمة الاردنية أن بلاده تعمل على "تسهيل انطلاق المفاوضات السورية - الإسرائيلية". وقال فولبيك في إجابته عن أسئلة الصحافيين ان الرسالة التي يحملها من ليفي إلى السوريين تتلخص في أن باراك وليفي "طلبا مني أن ادعو لتوقيع اتفاق سلام مع سورية وان على السوريين ان يتجاوبوا مع هذا العرض، خصوصاً أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ترغب في التوصل إلى حل مع سورية"، معرباً عن تفاؤله لوجود "رغبة وتصميم" إسرائيليين أمل أن يقابلا "بموقف ايجابي مماثل في سورية". وفي لقاء الوزير النروجي مع العاهل الأردني في حضور ولي العهد الأمير حمزة بن الحسين ورئيس الديوان الملكي عبدالكريم الكباريتي، شدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة "الانتهاء من عملية السلام والوصول بها إلى غاياتها"، مشيراً إلى ان شعوب المنطقة علقت "آمالاً كبيرة على أجواء التفاؤل التي تسود حالياً"، محذراً من تغير تلك الحالة إلى "الإحباط واليأس وأجواء عدم الثقة". وقال الوزير النروجي إنه سيتوجه من دمشق إلى إسرائيل مرة ثانية ثم سيتوجه إلى غزة للقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.