بدأ الاسرائيليون الحديث عن قرب توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع الفلسطينيين قبل وصول وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى المنطقة الاسبوع المقبل، في حين أعلن الجانب الفلسطيني ان معالجة احدى القضايا الرئيسية موضع الخلاف وصلت الى "طريق مسدود". في غضون ذلك، باشر وزير الخارجية النروجي كنوت فولبيك جولة مكوكية بين اسرائيل وسورية بهدف "تسهيل" استئناف المفاوضات بين الجانبين. وصرح في عمان قبل توجهه الى دمشق، بأنه يحمل رسالة من الحكومة الاسرائيلية تتضمن الرغبة في التوصل الى تسوية، آملاً بأن يحمل "رسالة ايجابية" من دمشق لنقلها الى اسرائىل. لكن وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع سارع الى اعلان تمسك سورية بمواقفها المعروفة لاستئناف المفاوضات. ورحبت الادارة الأميركية بالمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل، ووصفت "حزب الله" بأنه من "اعداء السلام" راجع ص5. وفي الرباط، قالت مصادر اسرائيلية ان وفداً اسرائيلياً يرأسه نائب المدير العام لوزارة الخارجية بواف بيران بدأ امس زيارة للمغرب تستمر ثلاثة ايام، يجتمع خلالها مع مسؤولين مغاربة. واكدت ان اجتماع الوفد مع الملك محمد السادس غير وارد في هذا الوقت، لكنها لم تستبعد ان تؤدي المحادثات التي سيجريها الوفد الى ترتيب الاعداد لزيارة للمغرب يعتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك القيام بها في حال احراز التقدم الكافي في مفاوضات السلام. وعلى صعيد المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية قال مسؤول ملف الأسرى الذي يرأس لجنة المفاوضات الخاصة باطلاق المعتقلين السياسيين الفلسطينيين هشام عبدالرازق ان الجانب الفلسطيني "لن يشارك في لقاءات لجنة المعتقلين طالما لم يقدم الاسرائيليون اقتراحات محددة في شأن مواصفات الأسرى الذين سيطلقون وعددهم". وقال عبدالرازق ل"الحياة" ان الجانب الاسرائيلي "يضيع الوقت في مفاوضات لا معنى لها"، مشيراً الى ان النقاشات التي أجريت حتى الآن تناولت مسائل "شكلية لم تلمس صلب الموضوع". وتناول اللقاء الأخير للجنة المعتقلين الذي استمر حتى فجر امس عدد الأسرى في السجون الاسرائيلية واسماءهم اذ تدعي اسرائيل بوجود 1800 أسير، فيما يؤكد الفلسطينيون وجود 2100 معتقل وأسير فلسطيني. وتابع المسؤول الفلسطيني: "رأينا ان لا جدوى من الاستمرار في الجلسات طالما أنهم المفاوضين الاسرائيليين ليسوا مخولين طرح اقتراحات". ورفض عبدالرازق الادعاءات الاسرائيلية بعدم وجود عدد كاف من المعتقلين "ممن تنطبق عليهم المواصفات الاسرائيلية"، موضحاً ان من بين 2100 أسير هناك فقط 180 فلسطينياً نفذوا عمليات قتل ضد اسرائيليين. وأشار الى ان مذكرة "واي ريفر" نصت على اطلاق 750 أسيراً فلسطينياً من دون تحديد مواصفات، لافتاً الى ان "عدم التوصل الى حل في شأن قضية الأسرى سيدخلنا في اشكاليات معقدة للتوصل الى اتفاق برمته". ويتحدث الاسرائيليون عن عقد اجتماع آخر بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قبل بدء جولة اولبرايت في المنطقة في 2 أيلول سبتمبر. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية عن "مصادر سياسية رفيعة المستوى" انه سيتم التوصل الى "مذكرة تفاهم جديدة" قبل وصول اولبرايت، بعد ان يحل عرفات وباراك القضايا العالقة بين الطرفين. وكتبت صحيفة "معاريف" العبرية ان "مراسم توقيع احتفالية" ستجرى في القاهرة وان اولبرايت ستدشن بدء مفاوضات "التسوية النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بحضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني". واضافت المصادر ان باراك قدم "قطعتي حلوى" للرئيس الفلسطيني شرط ان "يلين موقفه" في شأن القضايا العالقة، وهما استعداد اسرائيل، بدء عملية الانسحاب في 10 ايلول، وفتح "الممر الآمن" الجنوبي الذي يصل قطاع غزة بجنوب الضفة الغربية مطلع تشرين الأول اكتوبر. لكن مصادر فلسطينية مطلعة قالت ل"الحياة" ان "من المبكر الحديث عن احتفال في 2 أيلول"، موضحة ان هذا "احد السيناريوات التي تتوقعها اسرائيل". وأشارت الى "خلافات عميقة لا تزال قائمة بين الجانبين، ولم تجر بعد استعدادات من هذا القبيل". وأعلن الفلسطينيون في وقت سابق حدوث "تقدم ما" في المفاوضات، يتعلق بالتوصل الى جداول زمنية محددة لفتح "الممر الآمن" الجنوبي والشمالي، والشروع ببناء الميناء الفلسطيني، لكن مصادر قريبة الى باراك اشترطت تنفيذ ما تم التوصل اليه بقبول الفلسطينيين 15 شباط فبراير موعداً لإنهاء تنفيذ "واي". ونقل عن هذه المصادر قولها ان "كل الاتفاقات المتعلقة بالجدول الزمني لتنفيذ واي منوط بأمر واحد: استعداد الفلسطينيين لتحديد 15 شباط عام 2000 موعداً لإنهاء تنفيذ الاتفاق إعادة الانتشار العسكري واذا رفضوا وأصروا على إنهاء التنفيذ هذه السنة فلا فائدة من التقدم الذي أحرز".