قالت وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن لا تتوقع اي استئناف سريع للمفاوضات على المسارين الاسرائيلي السوري والاسرائيلي اللبناني، كنتيجة للجولة التي ستقوم بها مادلين اولبرايت الى المنطقة مطلع الشهر المقبل. لكن جيمس روبن الناطق باسم الوزارة أكد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود باراك سينفذ بشكل كامل اتفاق "واي ريفر" ابتداءً من 1 ايلول سبتمبر المقبل وانتهاءً بآخر نقل للاراضي الى سيطرة الفلسطينيين بحلول 15 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتضاربت هذه التصريحات مع معلومات كشفتها مصادر اسرائيلية عما سمّته "حلاً وسطاً" تقدم باراك الى السلطة الفلسطينية ويقضي بتنفيذ مذكرة "واي ريفر" في شهر كانون الثاني يناير من العام المقبل، وليس في ايلول. واشار روبن الى ان باراك كان اكد لأولبرايت انه سيطبق اتفاق "واي" بشكل كامل، ليباشر بتنفيذ الجدول الزمني المثبت في الاتفاق في 1 ايلول سبتمبر، في تزامن تقريباً مع بدء رحلتها الى المنطقة. وقال "نعتقد ان رئيس الوزراء باراك سيطبق اتفاق "واي" كلياً، كل اجزاء "واي" وليس فقط الاجزاء التي يقول انه سينفذها قبل اي اتفاق مع الفلسطينيين". واضاف انه حسب الجدول الزمني للاتفاق، "اذا كان سيُستأنف في 1 ايلول سبتمبر فانه سينتهي في 15 تشرين الثاني نوفمبر". وكانت المرحلة الاولى من الاتفاق اُنجزت، ما يقتضي ان تنسحب اسرائيل من 1،13 في المئة اضافية من الضفة الغربية في المرحلتين الثانية والثالثة، بالاضافة الى عدد من الالتزامات المتبادلة الاخرى من قبل الاسرائيليين والفلسطينيين، كاطلاق سجناء من السجون الاسرائيلية ومكافحة الارهاب وتنفيذ بنود معينة تتعلق بمناهضة التحريض والمرور الآمن للفلسطينيين. واعلنت الاذاعة الاسرائيلية امس ان باراك وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن التقيا سراً قبل بضعة ايام في محاولة لايجاد تسوية تتعلق باتفاق "واي". ورفض مكتب باراك تأكيد هذا النبأ او نفيه مكتفياً بالقول ان "لقاءات دورية تعقد على كل المستويات وليس من عادتنا التعليق على هذا اللقاء او ذاك". كذلك رفض مكتب "ابو مازن" في غزة الادلاء بأي تعليق. وقالت احدى السكرتيرات باقتضاب "لا تعليق". لكن مصدراً فلسطينياً واسع الاطلاع قال ان اللقاء بين "ابو مازن" وباراك قد عقد. وقالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان الاقتراح الاسرائيلي عرض على الفلسطينيين خلال لقاءات بين مسؤولين من الطرفين احيطت بسرية تامة خلال الايام الاخيرة. واوضحت ان الوزراء يوسي سريد وحاييم رامون وشلومو بن عامي أجروا قبل ايام اتصالات مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، بتكليف من باراك، لبلورة حل بشأن الجدول الزمني المتعلق بتطبيق المذكرة. ويتضمن الاقتراح الاسرائيلي ان يتم تقديم التاريخ الذي تحدث عنه باراك لانهاء تنفيذ الاتفاق، وهو شهر شباط فبراير 2000، ليصبح في شهر كانون ثانييناير من العام ذاته، ويتم خلال هذا الشهر استكمال عملية التنفيذ ومعرفة امكان التوصل الى اتفاق "اطار التسوية النهائية". ويشمل الاقتراح فتح الممر"الامن" الجنوبي الذي يصل قطاع غزة بجنوب الضفة الغربية خلال اسبوع وبدء اعمال اقامة الميناء البحري الفلسطيني في غزة. و"الحل الوسط" الذي يتحدث عنه الاسرائيليون هو تنفيذ الاتفاق، الذي كان من المفترض ان يطبق قبل نحو عام، خلال خمسة شهور بدلاً من سبعة حسب اقتراح أول كان قدمه باراك ولم يتضمن اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين الذي نصت مذكرة "واي" على ان يشمل 750 معتقلاً واسيراً. ويسعى باراك الى اشاعة انطباع "ليونة" في مواقفه استباقاً للقاء الذي يريد ترتيبه مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاسبوع المقبل، بعدما اعلن الاخير عدم استعداده لهذا اللقاء اذا لم يحمل رئيس الحكومة الاسرائيلية في جعبته "اقتراحاً جديداً". ويحاول الاسرائيليون الالتفاف على مسألة اعادة الانتشار الثالثة التي نصت عليها الاتفاقات من خلال الربط مجدداً بين التوصل الى"اطار التسوية النهائية"خلال الفترة ذاتها التي سيتم فيها تنفيذ الاتفاق. واعربت مصادر اسرائيلية عن اعتقادها ان فرص التوصل الى حل مع الفلسطينيين تعززت في ظل ما وصفته باللقاءات "الايجابية" بين الطرفين. ورفضت مصادر فلسطينية نفي أو تاكيد حصول الاتصالات واكدت ل "الحياة" تمسك السلطة الفلسطينية بموقفها القاضي بضرورة التنفيذ الامين والدقيق والسريع لمذكرة "واي". اما بالنسبة الى المسار السوري فقال روبن: "لا نتوقع استئنافاً سريعاً للمحادثات. ان رحلة وزيرة الخارجية اولبرايت مكرسة لتقويم الوضع. ستتوجه الى سورية ... ستكون مرت سنتان بالضبط منذ ان ذهبت الى هناك، وستكون هذه فرصة لاجراء نقاش تفصيلي مع المسؤولين في سورية حول وجهات نظرهم في شأن المسار السوري، وهي المرة الاولى التي يجري فيها مثل هذا النقاش منذ وقت طويل جداً، وسيتولد في نهايته إحساس افضل بما هو ممكن وغير ممكن".