ذكرت مصادر عراقية مطلعة ان رسالة وجهها الرئيس صدام حسين الى كبار ضباط الجيش العراقي واعضاء المكتب العسكري لحزب البعث الحاكم قبل أيام شددت على "محاور التحرك الضرورية" التي على القوات المسلحة العراقية أخذها في الاعتبار في "مواجهة التهديد الاميركي". ومع تركيز الرسالة على "ضبط واحكام" الحدود المتاخمة لاقليم كردستان باعتباره "مدخلاً متوقعاً للقوى المعادية" اشارت الى "السيطرة على منافذ المتسللين في الجنوب" وايجاد وسىلة في التحرك الذي يفشل عملاً عسكرياً معادياً قد يأخذ شكل التدخل البري". وشدد الرئيس صدام في توجيهاته التي تضمنتها الرسالة على استخدام "قوة الصولة السريعة". وذكرت المصادر ذاتها ان الرئيس كان يشير الى تشكيل قوة "تدخل سريع" كفوءة تتكون من وحدات مختارة من الحرس الجمهوري وتتمتع بإسناد طيران الجيش طائرات الهليكوبتر المسلحة. وبخصوص مقاومة وسائل الدفاع الجوي العراقية للطيران الاميركي والبريطاني أوصت رسالة صدام "بتكثيف النيران وتركيزها" نحو "إلغاء مناطق حظر الطيران" الذي تعتبر القيادة العراقية استمرار العمل بها وتواصل الغارات ضمنها وتلك البعيدة عنها "مؤشرات مؤكدة الى تدخل خارجي". ونقلت المصادر عن رسالة الرئيس صدام حسين "ان اسقاط عدد من الطائرات الاميركية سيجعل ادارة البيت الأبيض تعيد حساباتها باتجاه العراق". الى ذلك، اجتمع الرئيس العراقي بوزير التصنيع العسكري وقائد الدفاع الجوي وعدد من الاختصاصيين في التصنيع العسكري والدفاع الجوي. وأفادت وكالة الانباء العراقية امس الثلثاء ان الرئيس دعا الى اعتماد أساليب جديدة في العمل وعدم التوقف مؤكداً "ان سجلتَ قمة إصعد الى قمة جديدة". وقال "ان البعض يريد ان يزيحنا لكي نرجع مرة ثانية الى الهاوية". الى ذلك، قالت مصادر عسكرية عراقية مقيمة في عمان ان تعليمات الرئيس لقادة الدفاع الجوي والتصنيع العسكري كانت "صارمة وواضحة" وليست "خطابية" كما نقلتها وكالة الانباء العراقية. واشارت الى ان عناصر الخطة العراقية في التصدي للطائرات تتركز في تحسين أداء واستخدام صواريخ "سام - 2" الصالحة لمشاغلة الأهداف الجوية العالية الارتفاع. وقال الضابط السابق في القوة الجوية العراقية ياسر الكيلاني ان قدم هذا الجيل من الصواريخ وتخلفه التقني قياساً بأنظمة التشويش المتطورة لدى الطائرات المغيرة يجعل من قوته في تشكيل تهديد للطائرات الاميركية والبريطانية التي تطير على ارتفاع عال "غير فعالة". واعرب الكيلاني الذي كان يحمل رتبة "عقيد ركن طيار" عن اعتقاده بأن الدفاع الجوي العراقي يركز حالياً على تطوير "قوة نيران" مضادة للطيران تعتمد المدفعية وبعض الأنواع من الصواريخ الروسية المتطورة التي حصل العراق عليها عن طريق تهريبها عبر وسطاء دوليين وعرب من دول أوروبا الشرقية اضافة الى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.