اسطنبول، ديار بكر، باريس - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - بدأت فرق الانقاذ الأجنبية أمس مغادرة المناطق التركية المنكوبة بالزلزال الكبير بعد تضاؤل الأمل بالعثور على مزيد من الاحياء، على رغم انتشال امرأة مقعدة عمرها 57 سنة، بقيت عالقة تحت الانقاض 131 ساعة. ووسط تحذيرات خبراء من احتمال حدوث هزات أرضية جديدة، ضرب زلزال جديد قوته 5 درجات على مقياس ريختر اقليم إيلازيغ في شرق البلاد امس، لكنه لم يوقع ضحايا أو يتسبب في أضرار. راجع ص8 وتعهد الرئيس سليمان ديميريل اتخاذ اجراءات لمواجهة احتمال حدوث هزات أرضية، وقال اثر زيارته المركز الرئيسي لرصد الزلازل في اسطنبول: "أقول لشعبي انه سيكون هناك تنسيق أفضل بين مؤسسات الدولة. وسنجعل المباني أقوى في مواجهة الزلازل". وأقر بأن أجزاء كثيرة من تركيا مهددة بزلازل، لكنه قال: "سنستمر في العيش هنا ونواصل تشييد المباني والجسور والسدود. ما يجب فعله أن نكون أكثر حذراً". وكان زعماء البلاد والسياسيون تعرضوا لانتقادات عنيفة بسبب التلكؤ وغياب التنسيق في ارسال فرق الانقاذ وتقديم المساعدات إلى المناطق المنكوبة. ويُتوقع ان ترتفع حصيلة ضحايا الزلزال، التي بلغت حتى الآن أكثر من 12 ألف شخص، فيما تتلاشى الآمال بالعثور على مزيد من الأحياء تحت الانقاض. وتجاوز عدد الجرحى 33 ألف شخص، ووعدت الحكومة التركية في وقت سابق بالتحقيق في اتهامات بأن تردي أعمال البناء ساهم في زيادة عدد الضحايا. وقال رجال الانقاذ إن الفرق الألمانية والبريطانية والهولندية العاملة في منطقة ازميت، التي كانت مركز الزلزال المدمر، باشرت مغادرة المدينة والعودة إلى بلدانها. وفي يالوا على بحر مرمرة بدا ان فريق الانقاذ الفرنسي 60 عضواً ينوي المغادرة في غضون 48 ساعة، بسبب عدم وجود أي "مؤشرات ايجابية" إلى وجود أحياء تحت الانقاض، بحسب ناطق باسم الفريق. وركزت تركيا أمس اهتمامها على مصير مئتي ألف شخص نجوا من الزلزال، وبذلت جهوداً مكثفة لمنع انتشار الأمراض. وفي منطقة الشمال الغربي المنكوبة، سعت السلطات إلى الخروج من حالة الفوضى التي تلت الزلزال، فأعادت المياه والكهرباء إلى بعض المناطق ودفنت الجثث. هزات جديدة وفي الوقت الذي شعر سكان اسطنبول بهزات تابعة جديدة في وقت مبكر أمس، كانت الرائحة الكريهة تفوح في بلدات قولجوك وادابازاري وازميت ويالوفا. ونصب جنود خيماً بيضاً، ورشّ مسؤولون في مجال الصحة مواد كاوية في قنوات الصرف الصحي في بلدة قولجوك في محاولة لمنع انتشار الأمراض. واحتمال انتشار الأمراض وارد مع وجود آلاف من الناجين بلا مأوى ولا مياه جارية أو مراحيض أو كهرباء. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بول تابونييه، رئيس قسم القشرة الأرضية في معهد الفيزياء الأرضية في باريس، تحذيره من أن مدينة اسطنبول معرضة لتهديد مباشر من زلزال كبير. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" أمس إن الزلزال المدمر الأخير جاء في اعقاب زلازل أعوام 1939 و1942 و1943 و1944 و1957 و1967. ولاحظ أن مركز الزلزال يتحرك في اتجاه الغرب كل مرة، وشكلت إزميت "منطقة حرجة" منذ العام 1967. وتابع العالم الفرنسي: "بعد إزميت، الضغط الآن على بحر مرمرة جنوباسطنبول"، محذراً من أن زلزالاً قد يقع في بحر مرمرة بعد أسبوع أو بعد سنة أو عشر سنين. وأكد أن من المستحيل توقع الموعد المحدد.