يحتفل اليوم بحضور وزيري الخارجية الأردني والإسرائيلي ورئيس لجنة الخارجية في البرلمان الياباني بافتتاح توسعة جسر الشيخ حسين، المعبر الشمالي بين الأردن وإسرائيل. ويعكس الاحتفال، الذي تأخر زهاء عام، الفجوة التي كانت قائمة بين البلدين في أيام حكومة بنيامين نتانياهو والتي بدأت تنحسر مع مجيء حكومة ايهود باراك. وترى مصادر سياسية أردنية ان الاحتفال تكريم لليابانيين بالدرجة الأولى الذين دفعوا الكلفة المترتبة على الجانب الأردني المقدرة ب7 ملايين دولار، خصوصاً أن اليابان تعهدت دفع كامل كلفة تجديد جسر الملك حسين والمقدرة ب10 ملايين دولار. ويضاف إلى ذلك الاستعداد الياباني لايجاد بدائل عن الاعفاء المباشر للديون الأردنية من خلال المساعدات والمنح. ويعتبر المسؤولون الأردنيون حضور رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الياباني فرصة لتعزيز التعاون مع السلطة التي تتحكم في حقيبة النقود في اليابان. وكانت العلاقات الأردنية - الإسرائيلية شهدت تحسناً أخيراً من خلال موافقة إسرائيل على ضخ جزء من حصة المياه الأردنية من نهر اليرموك مباشرة بدلاً من بحيرة طبرية بحسب الاتفاق المائي بين الحكومتين. وستعقد اللجنة الفنية الأردنية - الإسرائيلية اجتماعاً الأربعاء المقبل لمناقشة الموضوع. واعتبر وزير المياه الأردني كامل محادين ان اقتراح بلاده بضخ جزء من حصة المياه كان يهدف إلى "جس نبض مائي وسياسي لمعرفة مدى تعاون الحكومة الإسرائيلية التي استجابت في شكل فوري". بيد أن افتتاح توسعة جسر الشيخ حسين لفت الانظار مجدداً إلى اشكالية التطبيع. فالمفروض في مشروع انشائي ان يحضر افتتاحه وزير الاشغال العامة، وهو ما تعذر مع الوزير حسين أبو غيدا الذي كان نقيباً للمهندسيين الأردنيين، ورئيساً لمجلس النقباء في مجمع النقابات المهنية الذي يقود حملة مقاومة التطبيع. وليس للوزير أبو غيدا انتماء حزبي قبل دخوله الوزارة في آذار مارس الماضي، لكنه إسلامي مستقل. ويحظى بدعم التيار الإسلامي في النقابات. وإذا كان الاحتفال الرسمي بافتتاح جسر الشيخ حسين تأخر بفعل حكومة نتانياهو زهاء العام، فلا يعرف كم سيتأخر الاحتفال بافتتاح رسمي لتوسعة جسر الملك حسين الذي يربط بين الأردن واراضي السلطة الفلسطينية. ومعلوم ان رفض إسرائيل الاعتراف بولاية السلطة على الجسر أخر تنفيذ التوسعة التي تبرعت اليابان بكامل كلفتها. وفي حال انتهاء المشروع تكون السلطة الفلسطينية بسطت سلطتها على الجانب الغربي من الجسر، كما يأمل الأردنيون. وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وصف الجسر بأنه رمز للوحدة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، عندما زاره قبل ثلاثة أشهر. وتصل الحركة على الجسر في أيام الصيف إلى ستة آلاف مسافر يومياً. ومعروف ان المعابر الثلاثة بين الأردن وفلسطين التاريخية الشيخ حسين شمالاً والملك حسين في الوسط ومعبر العقبة - إيلات جنوباً، ما تزال عملياً معابر بين الأردن وإسرائيل. والمسافر لا يحتاج إلى تدقيق ليعرف أنه يتعامل مع الشرطي الإسرائيلي لا الشرطي الفلسطيني.