غلبت أجواء التهدئة والحوار في لبنان أمس بين الحكم والمعارضة، فدعا رئىس الجمهورية إميل لحود إلى استفادة لبنان من النقاش والحوار الإيجابي بين المعارضة والحكومة، معتبراً قبة البرلمان المكان الأنسب للتفاعل. وتحوّل المهرجان الخطابي - الشعبي الحاشد الذي رعاه رئىس الحكومة السابق رفيق الحريري، أبرز زعماء المعارضة، لمناسبة تدشين الجامعة اللبنانية - السورية في البقاع الغربي وحضره رئىس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، محطة للإنفتاح وتخفيف التوتر السياسي الداخلي، وتظاهرة لمصلحة العلاقات بين دمشق وبيروت. وإذ حضر المهرجان رئىس فرع جهاز الأمن والإستطلاع في القوات السورية في لبنان اللواء الركن غازي كنعان الذي أدى دوراً بارزاً في تشجيع الحكم والمعارضة على الإلتقاء والتواصل، فقد انتشرت صور للرئىس السوري حافظ الأسد ونجله العقيد الركن الدكتور بشّار، وسط ألوف المواطنين الذين احتشدوا على الطرق لاستقبال الحريري، وفي ملعب جمال عبدالناصر في بلدة الخيارة، حيث أقيم الإحتفال، إضافة الى صور الرئىس السابق للحكومة. وحضر المهرجان الخطابي ممثلو عدد من الأحزاب، اضافة الى نواب بقاعيين وآخرين من كتلتي الحريري وجنبلاط، ورجال دين مسيحيين ومسلمين. وكان الرئىس لحود استهل اول من امس مجلس الوزراء، داعياً الى تخفيف الإرباكات والتجاذبات، ثم أعلن امس قبيل ساعات من المهرجان "ان موقع الرئاسة للجميع"، ودعا الى حوار بين المعارضة والحكومة ممتدحاً رئىس الحكومة الدكتور سليم الحص الذي أعلن بدوره ارتياحه إلى أجواء الإنفراج. وأعلن الحريري في كلمته في المهرجان، ان "ما من أحد في البلاد يمكن ان يجد مصلحة في اضعاف العهد والدولة"، داعياً الى "مؤازرة العهد انطلاقاً من الثوابت التي تعزز الإلتفاف الوطني حوله". وأكد "ان يدنا ستكون ممدودة لمواجهة التحديات". ورأى "ان استتباب العلاقة مع سورية هو في اساس استتباب التضامن الوطني".