قال مصدر نيابي لبناني معارض ان "الحوار بين الحكم والمعارضة الذي اتخذ بعداً جدياً بعد لقاء رئيس الجمهورية اميل لحود ورئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط كركن مهم في المعارضة، يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقة بين المعترضين والحكم، تتطلبها الظروف الاقليمية، وتحظى بغطاء سوري كبير انطلاقاً من اهتمام دمشق بالتضامن بين حلفائها بما يساعد على مواجهة الاستحقاقات على صعيد عملية السلام سواء حصل تقدم فيها ام لم يحصل". وأكد المصدر ان هذه المرحلة "يفترض ان تشمل فتح باب التواصل مجدداً بين الحكم ورئىس الحكومة السابق رفيق الحريري بصفته ركناً اساسياً في المعارضة"، مشيرة الى اتصالات جارية بين مقرّبين من الرئيس لحود وآخرين من الحريري لتقويم المرحلة الماضية وقراءة المرحلة المقبلة تحت عنوان تغليب الإنفتاح على التشنج. وفي اعتقاد المصدر نفسه، المطلع على هذه الإتصالات، انها تحمل بذور أسس للتواصل بين الحريري والعهد على غرار تلك التي سبقت لقاء جنبلاط ولحود. وفي وقت يرى بعض الموالين ان قراءة جنبلاط والحكم لموجبات فتح باب الحوار كانت اسرع من تجاوب الحريري مع هذا التوجه وخلفياته الاقليمية، ذكر معارضون ان الحريري لم يكن في وسعه ان يندفع نحو الحوار لشعوره ان هجوم الموالين عليه مستمر ومتواصل ومركّز إعلامياً وسياسياً. إلا ان الموالين يردّون هذا الاتهام الى الحريري نفسه ويحملونه مسؤولية تصعيد الحملات. ويعتبر المصدر النيابي ان بدء الحوار مع جنبلاط اعتبره الحريري، كما قال لمتصلين به وهو ما زال في الخارج، بداية جيدة وإيجابية. والمحيطون به لا ينظرون اليها على انها للفصل بينه وبين جنبلاط، كحليفين، وهو امر لم يطلبه الموالون او العهد، بل ان موجبات هذا الحوار تتجاوز هذا الأمر الى ما هو أشمل. وتنفي مصادر جنبلاط ان يكون تم التطرق الى الحريري او العلاقة مع الحكومة في اللقاء مع لحود. والصفحة التي تشجع دمشق على قلبها لتهدئة الصراع السياسي وتمكين لبنان من مواجهة المرحلة المقبلة الى جانبها اقليمياً، لا تعني الانتقال الى صفحة تجدد النكايات، بحسب المصدر النيابي، وبالتالي يفترض فهم الرعاية القائمة الآن للحوار، سواء من المعارضة او من الحكم على انها تتجاوز حدود البلد. وفي معلومات "الحياة" ان الاتصالات "تناولت بعض التفاصيل التي يأخذ كل من فريقي الحريري ولحود على الآخر اتباعها ضده، وخصوصاً على الصعيد الإعلامي، باعتبار الأسلوب المتبع تراشقياً، يفترض الاستعاضة عنه بأسلوب اكثر هدوءاً، ولكن تحت سقف المعادلة القائمة الآن بين معارضة وموالاة". ورأى المصدر النيابي المعارض ان الكلام الذي نقلته "الحياة" عن الرئيس لحود في عددها الأربعاء الماضي، "بنفيه نيته تغيير الطبقة السياسية، وحرصه على توفير مناخ سياسي جديد، هو الذي يبدل الممارسات. اضافة الى تأكيده في لقائه مع جنبلاط ان لبنان ما زال يدفع فاتورة الحرب وثمنها، متجنباً الحديث عن التركة الثقيلة لحكومات الحريري، من شأنه ان يؤسس لأجواء سياسية جديدة تستوعب الاحتقان الذي ساد في المدة الأخيرة. فعندما يقول رئيس الجمهورية ان ابواب القصر مفتوحة امام الجميع فهي ليست مقفلة في وجه أي كان، بما يعني قدرة الرئاسة على استيعاب المعارضة والموالاة معاً، فتكون ساحة حوار تحت سقف التكامل بينهما ضمن اطار اللعبة الديموقراطية البعيدة من الاستنزاف الإعلامي والسياسي". هل يعني ذلك التحضير للقاء بين لحود والحريري؟ المصدر النيابي نفسه يوضح ان "لا شيء على هذا الصعيد على رغم انه وارد ولكن لا يبدو ان الحريري وضع نفسه في موقع القطيعة او المقاطعة، لأن لا أحد يقفل الابواب اذا كانت مفتوحة".