هدد الرئيس الروسي بوريس يلتسن ب"اجراءات صارمة" في سائر أنحاء القوقاز، لكنه نفى احتمال فرض حال الطوارئ، فيما أكدت قيادة القوات الفيديرالية أن المسلحين في داغستان فقدوا 400 قتيل خلال المعارك. واتهم رئيس الوزراء المكلف فلاديمير بوتين دولاً لم يحددها بتقديم المال والسلاح إلى "المتمردين". أكدت القيادة العسكرية الروسية أمس الاثنين أنها انجزت المرحلة الأولى ل"محاصرة" المسلحين في غرب داغستان و"ابادتهم". وذكرت انهم فقدوا في المعارك خلال الأيام العشرة الماضية أكثر من 400 قتيل، كما جرى أسر خمسة منهم وتدمير ثلاث دبابات وسبع مدافع مضادة للطائرات وأربع شاحنات محملة ذخيرة. وخلال ليل أول من أمس، نفذت الطائرات الروسية 50 طلعة، أغارت خلالها على مواقع في قضاء بطليخ وهو القاعدة الرئيسية للمسلحين. وشدد رئيس هيئة الأركان الفيديرالية أناتولي كفاشنين على أن الهدف النهائي للمرحلة الثانية ليس طرد المقاتلين في اتجاه الأراضي الشيشانية، بل "تطويقهم وإبادتهم" داخل داغستان. واعترفت موسكو بفقدان ستة مظليين لكنها لم تحدد عدد خسائرها. وفي غضون ذلك، أعلن "أمير الحرب" شامل باسايف أن قواته بدأت تنفيذ "خطة الإمام حمزة" العسكرية، التي قال إنها مرحلة وسيطة، لكنه لم يعلن أهدافها. وذكر مصدر عسكري تحدثت إليه "الحياة" ان المسلحين الذين أعلنوا "دولة إسلامية" ربما كانوا يهدفون إلى السيطرة على قضاء بطليخ الاستراتيجي والتحرك نحو مدينة بويناكسك التي تبعد 70 كيلومتراً عن العاصمة محج قلعة. وأضاف المصدر نفسه، ان تنفيذ هذه الخطة جوبه ب"صعوبات"، في مقدمها عدم تجاوب غالبية السكان وصعوبة نقل الامدادات من الشيشان. وكان الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف أعلن حال طوارئ، وأكد في خطاب إلى الشعب في وقت متأخر من مساء الأحد ان غروزني "لا تتدخل" في الأحداث. لكنه أعرب عن استعداده ل"مساعدة الشعب الداغستاني إذا طلبت قيادته الشرعية". وهذه الاشارة الأولى الواضحة إلى أن مسخادوف قد يتعاون مع موسكو ومحج قلعة ضد المسلحين الذين يقودهم باسايف وهو زعيم الائتلاف المناهض له داخل الشيشان. ومن جهة أخرى، اعتبر الرئيس الشيشاني الأحداث الأخيرة استمراراً لسياسة "مغازلة المتطرفين" التي تتبعها أجهزة الأمن الروسية. وأكد أنه "لن يسمح بالتطاول" على بلاده وقصف أراضيها. ولمح الرئيس الروسي بوريس يلتسن أمس إلى احتمال أن تشمل "الاجراءات الصارمة" التي ينوي اتخاذها في شمال القوقاز "جمهوريات أخرى" غير داغستان، وذلك في إشارة واضحة إلى احتمال قصف ما تسميه موسكو "قواعد المتمردين" في الأراضي الشيشانية، إلا أن الرئيس الروسي نفى وجود نية لاعلان حال طوارئ للسيطرة على الوضعت. كذلك، أشار رئيس الوزراء المكلف فلاديمير بوتين إلى احتمال "اعتماد وضع خاص" في منطقة العمليات. وشدد على أن السلطة "ستوظف كل ما لديها من موارد" لإنهاء الأزمة بسرعة. وسئل بوتين في جلسة عقدها البرلمان أمس للمصادقة على تعيينه: هل تنوي الحكومة اتخاذ "اجراءات للرد" على تركيا وأفغانستان وباكستان وإحدى الدول العربية المتهمة بمساعدة المسلحين في داغستان؟ فأجاب ان لديه معلومات ان "أسلحة وذخائر وأموالاً" تصل إليهم من دول عدة. لكنه أضاف ان المساعدات "لا تأتي من مؤسسات حكومية بل عبر قنوات أخرى". وأعرب عن "الأسف" لأن السلطات في الدول المعنية لم تتخذ اجراءات لوقف الامدادات. وكان بوتين ذكر ان أجهزة الأمن رصدت مكالمات باللغة العربية بين المقاتلين، فيما أشارت صحيفة "موسكوفسكي كمسمولتس" إلى أن القوات الفيديرالية عثرت على جثة مسلح أسود البشرة ورجحت أن يكون سودانياً.