تلقى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تؤكد استمرار "العلاقة الثابتة" بين السعودية والجزائر، فيما ركّزت التعليقات الصحافية الجزائرية على زيادة الاهتمام الخليجي بهذا البلد كموقع استثماري. ومع قرب الاستفتاء على قانون "الوئام الوطني" صعّدت الجماعات عملياتها ضد القوات الحكومية. الجزائر - "الحياة"، أ ف ب، د ب أ - أذيع في الجزائر ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تلقى اول من امس رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي اعرب عن تأثره بالزيارة التي قام بها بوتفليقة لماربيا في اسبانيا للسلام عليه. وقال الملك فهد ان الزيارة "اثمرت تجدداً في معاني الاخوة العريقة مع اشقائنا من الشعب الجزائري". وأضاف: "ان العلاقة بين بلدينا الشقيقين،، يا فخامة الرئيس، لم تكن علاقة اخوة عابرة. بل ظلت وستظل بإذن الله علاقة ثابتة اساسها عمق الروابط، وفي مقدمها روابط العقيدة والتاريخ والمصير المشترك. لقد كنا في المملكة العربية السعودية نتابع لحظة بلحظة جهاد الشعب الجزائري لنيل حريته واستقلاله. وكنا نرى في هذا الجهاد اروع مثال للحفاظ على العقيدة والتراث والتاريخ. وفي كل الفترات اللاحقة للاستقلال كان بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية يحرص كل الحرص على ان تظل العلاقة بالشعب الجزائري في اعلى درجاتها وأوثق صورها". وقال الملك فهد: "مع تأثرنا وألمنا للمنعطف الذي تعرض له البلد العزيز في الفترة الماضية الا اننا كنا نثق بلا حدود ان الشعب الجزائري قادر، بأبنائه وقيادته، على صنع الوئام والمحبة بين ابنائه ليبقى بإذن الله على مر الزمان حصناً من حصون الاسلام والعروبة... ولا يسعنا الا ان نهنئ الشعب الجزائري بكم ونؤكد تضامننا معكم". وتعليقاً على زيادة الاهتمام الدولي بالجزائر، منذ وصول بوتفليقة الى الرئاسة في 15 نيسان ابريل الماضي، كتبت صحيفة "الخبر" ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ستزور الجزائر في اطار جولتها الشرق أوسطية المقررة مطلع الشهر المقبل. وقالت، استناداً الى مصادر ديبلوماسية في واشنطن، ان اولبرايت "تكون قد برمجت زيارة الجزائر بعد اللقاء الذي جمع الرئيس بوتفليقة مع نظيره الاميركي بيل كلينتون لأكثر من ساعة على هامش تشييع جنازة ملك المغرب الحسن الثاني". وذكرت ان مارتن انديك مساعد الوزيرة الاميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا سيرافق اولبرايت في زيارتها التي لم تحدد موعدها. لكنها اعربت عن الاعتقاد ان هدف الزيارة سيكون من اجل دفع مسار السلام في منطقة الشرق الأوسط بعد دعوة واشنطن لاشراك الجزائر في مسار السلام. وفي مقال بعنوان "بعد اكتشافهم لموقعها الجيواستراتيجي الخليجيون يسعون الى الاستثمار في الجزائر"، قالت صحيفة "الشعب" "ان العلاقات القائمة بين الجزائر ودول الخليج تعرف ظروفاً مواتية من خلال الزيارات التي لا تكاد تنقطع لرؤساء الدول والمسؤولين السامين لعالم الاقتصاد والمالية لهذه البلدان". ولاحظت الصحيفة تعجيل وتيرة هذه الزيارات. وقالت ان ذلك "يدل على ان اصحاب القرار وخصوصاً اوساط الاعمال في هذه المنطقة يسعون الى التعاون بشكل كبير وإقامة شراكة متعددة مع الجزائر". على الصعيد الأمني قالت الصحف الجزائرية ان الاسلاميين المتشددين صعّدوا من هجماتهم قبل الاستفتاء المقرر الشهر المقبل في شأن اتفاق للسلام. وأفادت صحيفة "لوماتان" ان عسكرياً قتل وأصيب اثنان بجروح أول من أمس بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية لقوى الأمن في كابجينات قرب بومرداس في منطقة القبائل خمسين كلم شرق العاصمة، مشيرة الى ان مجموعة اسلامية مسلحة قامت بتفجير العبوة المصنوعة يدوياً عن بعد. وبهذا الاعتداء، ترتفع حصيلة العسكريين الذين راحوا ضحية اعتداءات في هذه المنطقة الى 17 عسكرياً خلال اسبوع. ومن جهة اخرى، اشارت الصحف الى ان وطنياً مدنياً مسلحاً قتل الجمعة في كمين نصبته مجموعة مسلحة في تيمزرت في منطقة القبائل. وأوردت صحيفة "صوت الاحرار" ان خمسة اسلاميين مسلحين قتلوا خلال العملية التي نفذها الجيش في مزرانة وسيدي علي بو ناب في المنطقة ذاتها. وذكرت صحيفة "لا تريبون" ان ثلاثة حراس قتلوا الأربعاء الماضي حين امطر اسلاميون متشددون قافلتهم بنيران اسلحتهم الآلية في كمين قرب قرية سامورنا الجبلية في منطقة سيدي بلعباس على بعد 340 كيلومتراً غرب العاصمة. وقالت صحيفة "ليبرتيه" انه في حادثة اخرى داهم اكثر من 200 متشدد قرية كيزارا في ولاية عين الدفلى على بعد 130 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة لسرقة 70 رأساً من الماشية لاطعام انصارهم. وأضافت ان القوات الجزائرية التي استنجد بها سكان القرية اشتبكت مع الاسلاميين وأجبرتهم على التقهقر. وأشارت صحيفة "ليبيرتيه" الى ان اسلاميين مسلحين اقاموا مساء الجمعة حاجزاً على الطريق الوطنية الرقم 5 التي تصل العاصمة بشرق البلاد في منطقة لكهرية 70 كلم الى الشرق من الجزائر. وأوضحت ان المجموعة المسلحة التي كانت تبحث عن عسكريين في اجازة، اوقفت عدداً من الحافلات وسلبت الركاب اموالهم، مشيرة الى ان الجيش رافق الحافلات التي كان عليها ان تسلك هذه الطريق.