الجزائر، نيقوسيا - رويترز، أ ف ب - دافع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن الاستفتاء الذي يعتزم تنظيمه على اتفاق للسلام ابرمته الحكومة مع اسلاميين متشددين. وقال انه ربما يدعو الى مزيد من الاستفتاءات في المستقبل لكسب التأييد لسياساته. وقال بوتفليقة لصحيفة "ليبرتي" في حديث نشر أمس الاحد: "الوئام المدني ومصالحة الامة مع نفسها هما الشغل الشاغل للمجتمع الجزائري. انه أمر يخص المجتمع كله لا البرلمان وحده". وشكك بعض زعماء المعارضة ومعلقي الصحف في الاستفتاء قائلين انه خطوة لا لزوم لها بعدما وافق البرلمان على اتفاق السلام بغالبية ساحقة، إضافة الى ان الرأي العام الجزائري بمجمله يؤيد احلال السلام. وقال بوتفليقة: "الجزائريون ناضجون بما يكفي ليعرفوا اين تكمن مصلحة البلاد الحقيقية. الدروس المستخلصة من معاناتهم هي التي سترشدهم وتحدد اختياراتهم والتزاماتهم لا الحديث العدمي". وصادق مجلس الامة والمجلس الشعبي الوطني بغالبية ساحقة على قانون الوئام المدني الذي يعفو عن متشددين قرروا القاء السلاح. وتعهد "الجيش الاسلامي للانقاذ" الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ، في اتفاق تم التوصل اليه مع السلطات، بوقف عملياته ضد الدولة، وعرض القتال الى جانب الحكومة ضد المتشددين الذين اختاروا مواصلة العنف. ورد بوتفليقة على عرض السلام المقدم من "جيش الانقاذ" بالعفو عن قرابة 5000 سجين اسلامي. وأُفرج حتى الآن عن 2400 محتجز منذ 5 تموز يوليو الموافق لذكرى الاستقلال. وسيفرج عن البقية تباعاً. وصرح الرئيس الجزائري بانه قد يدعو الى اجراء مزيد من الاستفتاءات بعد الاستفتاء على قانون الوئام المدني. وقال في المقابلة مع "ليبرتي": "كلما واجهت قضايا صعبة سألجأ الى الشعب مباشرة لأجد الحلول المناسبة". ولم يكشف بوتفليقة موعد اجراء الاستفتاء، لكنه أكد أنه سيجرى في الثاني من ايلول سبتمبر المقبل. وقالت الاذاعة الجزائرية ان السؤال المطروح للاستفتاء هو: "هل انت مع السلام أم ضده". القمتان العربية... والمغاربية إلى ذلك، أعرب بوتفليقة السبت عن تأييده عقد قمة عربية شرط ان تشارك فيها كل الدول العربية الاعضاء في الجامعة بما فيها العراق. وقال في مقابلة مع اذاعة "راديو مونتي كارلو" الملتقط بثها في نيقوسيا: "ادعم عقد قمة عربية ... لكن اعتقد ان مثل هذه القمة يجب ان تكون شاملة ... وان تعقد بدون اي استثناء". واعرب عن استعداده للتوجه الى "القاهرة او الى اي عاصمة اخرى" من اجل هذه القمة. وأكد الرئيس الجزائري، من جهة أخرى، انعقاد قمة مغاربية قبل نهاية السنة. وقال رداً على سؤال عن مشروع قمة بينه وبين والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني: "ذلك ممكن وفي موعد اقرب مما تتصورون". وتابع: "اننا نعد لعقد قمة مغاربية وقد يأتي ذلك قبل نهاية السنة الجارية. وفي كل حال، لا استبعد ان تكون هناك اتصالات ثنائية مع قادة دول المغرب العربي وبخاصة صديقي واخي جلالة الملك المغربي". وأضاف انه يكن للعاهل المغربي "كل محبة واحترام"، موضحاً ان الشوائب التي طرأت على العلاقات بين البلدين تحتوي على شطرين "يتعلق الاول بالعلاقات الثنائية ... والثاني بقضية الصحراء" الغربية. وقال في ما يتعلق بالجانب الاول: "يجب علينا ان نفتح الملف من جديد ونرجع الى ما اتفقنا عليه سنوات وسنوات ومنذ الاستقلال من اتفاقات تعد بالعشرات". وفي ما يخص الصحراء الغربية، قال: "إن هذه القضية الآن تحت مراقبة الأممالمتحدة وتحت تطبيق قرارات هيوستن"، في اشارة الى الاجتماع الذي عقد في هذه المدينة الاميركية بين وفد مغربي ووفد صحراوي بإشراف وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر الذي اوكلت اليه الاممالمتحدة مهمة وساطة في النزاع. ورداً على سؤال عن احتمال تطبيع العلاقات مع اسرائيل، صرح بوتفليقة: "لست متحجراً في افكاري بالنسبة الى هذه القضية أو تلك. نحن نطور مواقفنا مع تطور الاوضاع. ولو كان الاسرائيليون في وضع الفلسطينيين الآن لوقفت الجزائر الى جانبهم ... لكنني ما زلت انتظر تطور الأحداث ... ولن افرط في شبر من الجولان وساتابع ما يجري في جنوبلبنان ولن افرط بشبر من جنوبلبنان". على الصعيد الأمني، ذكرت صحيفة "لو جون اندبندان" امس ان عسكرياً قُتل واصيب اثنان بجروح الخميس في مكمن نصبته مجموعة مسلحة في عين بربر في عنابة 600 كلم شرق الجزائر. وقالت ان 20 "ارهابياً" نصبوا المكمن لدورية في منطقة جبلية، مضيفة ان الجيش شن عملية مطاردة تسانده مجموعات الدفاع الذاتي قتل خلالها اثنين من المعتدين. وأوردت صحف ان ثلاثة اشخاص قتلوا الاربعاء والخميس على ايدي اسلاميين مسلحين في جيجل شرق ومليانة غرب. من جهة اخرى، قتلت قوى الامن اسلاميين مسلحين في مزرانة في منطقة القبائل شرق، بحسب ما ذكرت صحيفة "الوطن"، في حين قتل خمسة في خروبة في منطقة بومرداس 50 كلم شرق الجزائر.