انقرة، اسطنبول - اف ب، رويترز - وقعت تركياوايران في انقرة امس اتفاق تعاون لمكافحة الارهاب يستهدف بشكل خاص مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وجاء ذلك في وقت اعلن زعيم الحزب عبدالله اوجلان ان أنصاره سيكونون على استعداد لتسليم أسلحتهم الى تركيا اذا عرضت عليهم عفواً عاماً يمهد للتوصل الى تسوية سياسية عبر منحهم شكلاً من الحكم الذاتي. وتعهد الاتراك والايرانيون في الاتفاق الذي وضع حداً لتوتر استمر اسابيع بينهما بأن يعمل كل منهما على "تنظيف" اراضيه من "المجموعات الارهابية والانفصالية" ومنعها من استخدام اراضي اي جانب للانطلاق في هجمات ضد الآخر. كما تعهدا في الاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة الامنية العليا التركية - الايرانية بعد ثلاثة ايام من المفاوضات الصعبة بأن يقوم مسؤولان عسكريان يمثلان كلاً من البلدين بتنسيق مكافحة النشاطات في المجالات المذكورة عبر الاتصالات الهاتفية الدائمة وتبادل معلومات. ويستطيع المسؤولان المذكوران القيام بعمليات تفتيش مشتركة في المواقع التي يشتبه في انها تؤوي متمردين. غير ان الاتفاق لا يعطي اياً من الجانبين الحق بمطاردة معارضيه في اراضي الجانب الآخر مثلما حصل عندما طاردت تركيا مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بموافقة بغداد. واشار وكيل وزارة الداخلية التركي يحيى غور الذي يرأس وفد بلاده في المحادثات الى ان البلدين "ابرما اتفاقاً شاملاً للتعاون في مكافحة حزب العمال الكردستاني"، فيما نفى نائب وزير الداخلية الايرانية غلام حسين بولانديان الذي رأس وفد بلاده ان تكون ل "الكردستاني" قواعد ومستشفى في ايران. واكد ان "هذه الاماكن لا وجود لها"، مضيفاً ان "ايران ليست الملجأ آلامن حيث يستطيع الارهابيون ايجاد مأوى لهم". واتفق الجانبان على ارجاء البحث بملابسات الغارة التركية على الاراضي الايرانية اخيراً الى وقت لاحق في انتظار نتائج التحقيق التركي في هذا الشأن. وظلت هذه القضية عالقة ولم يتم الاتفاق بشأنها. في غضون ذلك، اعلن اوجلان ان أنصاره سيكونون على استعداد لتسليم أسلحتهم الى تركيا اذا عرضت عفواً عاماً يمهد الى التوصل الى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ 15 عاما تقريباً. وأضاف في بيان وزعه محاموه ان مقاتلي "الكردستاني" عازمون على التخلي عن الكفاح المسلح بهدف الحصول على حكم ذاتي للاكراد في جنوب شرقي تركيا0 وقال اوجلان: "قد نتخلى عن اسلحتنا بموجب عفو عام في اطار الاصلاحات القانونية التي اشارت اليها كل الاطراف في وعودها لتركيا". ولم تحدد الاصلاحات القانونية التي يريدها. وكان حزب العمال الكردستاني أعلن انه سيلتزم دعوة اوجلان لوقف كفاحه المسلح والانسحاب الى خارج الحدود التركية. لكن العرض قوبل ببرود من جانب انقرة كونه لم يتضمن تعهداً بالقاء السلاح.