استمر أمس التضارب في المعلومات في شأن أسباب عدم عودة مساعد الرئيس السوداني الدكتور رياك مشار إلى الخرطوم بعد مشاركته في المفاوضات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في نيروبي. وفي حين قال معارضون له إنه قرر "التمرد" ولن يعود إلى الخرطوم مرة أخرى. فيما نفى قريبون منه هذه المعلومات، مؤكدين أنه سيعود اليوم إلى العاصمة السودانية. أكد المستشار السياسي لوالي الخرطوم بول ليلى أن مساعد الرئيس السوداني رئيس مجلس تنسيق الولايات الجنوبية الدكتور رياك مشار الموجود حالياً في نيروبي مع غالبية أفراد أسرته، لن يعود إلى الخرطوم مرة أخرى. وقال ليلى ل"الحياة" إن مشار لن يعود إلى السودان بسبب "نياته التمردية"، وانه "فقد سنده العسكري" في عملياته الأخيرة ضد قاولينو ماتيب القائد المنشق عنه، إ ضافة إلى فقدانه "السند السياسي" في الخرطوم. لكن قيادياً وثيق الصلة بمشار أكد أنه سيعود اليوم إلى الخرطوم من العاصمة الكينية بعد لقاءات مع قادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وصفت بأنها "ايجابية". وقال مكواج تبينج، الناطق باسم "جبهة الانقاذ الديموقراطية" التي يتزعمها مشار، وهي الفصيل الرئيسي في اتفاق الخرطوم للسلام، إن لقاء تم في نيروبي بين الرئيس الكيني دانيال آرب موي ومشار. لكنه أبدى تحفظاً شديداً عن كشف معلومات عن فحوى محادثاتهما. واكتفى بالقول: "إن اللقاء تم بحسب المعلومات الواردة. إلا أننا لن نفصح عن نتائجه لحين عودة الدكتور مشار" إلى الخرطوم. التحالف مع الاسلاميين وفي الإطار نفسه، أعلن والي ولاية الوحدة تعبان دينق، أحد القياديين في حركة مشار، أن ليس هناك أي أسباب أو دواع تجعل مشار "يتمرد أو يعود إلى الغابة". وقال: "إن الخيار الأفضل الآن أمام جبهة الإنقاذ الديموقراطية هو التفاوض والتحاور مع الحركة الإسلامية كحليف استراتيجي وسياسي واجتماعي". ونفى ما يتردد في الخرطوم عن عدم عودة رياك مشار إلى السودان. واعتبر والي الوحدة ان جبهة الانقاذ الديموقراطية "هي صفوة أبناء الجنوب وتستطيع التفاوض مع الحركة الإسلامية الحاكمة حتى لو كانت هناك خلافات بين جبهة الإنقاذ وحكومة الخرطوم". يذكر أن مشار مساعد الرئيس السوداني رئيس مجلس تنسيق الولايات الجنوبية الذي كان ضمن وفد حكومة الخرطوم في مفاوضات السلام في نيروبي التي اختتمت يوم الجمعة قبل الماضي، تخلف عن العودة مع وفد الحكومة إلى الخرطوم. وبرر تخلفه برغبته في إجراء مزيد من الاتصالات مع قيادات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في نيروبي، وهو لم يحضر إلى الخرطوم حتى الآن. مجلس الصحافة على صعيد آخر، ينظر مجلس الصحافة في الخرطوم في اجتماعه الدوري اليوم في طلبات قدمها بعض الأحزاب لإصدار صحف. ويذكر ان قانون الصحافة الذي أجازه البرلمان السوداني أخيراً يتيح للتنظيمات السياسية إصدار صحف ناطقة باسمها. ويتوقع ان تجري خلال الأيام المقبلة انتخابات مجلس الصحافة لتشكيل مجلس جديد. وينتخب الصحافيون سبعة ممثلين في مجلس الصحافة، في حين يختار اتحاد الصحافيين عضوين من مكتبه التنفيذي لعضوية المجلس. وكان البرلمان السوداني اختار ممثليه خمسة في مجلس الصحافة قبل ذهاب النواب في اجازاتهم. ويصدر الرئيس السوداني عمر البشير قراراً بتعيين سبعة أعضاء من بينهم الأمين العام للمجلس بناء على توصية من وزير الثقافة والإعلام بحسب ما نص عليه قانون الصحافة السودانية لسنة 1999.