مبروك مبلغ ال50 الف دولار الذي حصل عليه العداء المغربي الفذ هشام الكروج بعد تسجيله رقماً عالمياً جديداً لمسافة الميل 35،1609 أمتار... ليس ثروة بالتأكيد، بيد أن ظهور العلم المغربي أمام الملايين يساوي الملايين. وطعم المال لذيذ طبعاً، شرط ان يكون حلالاً، وقد غرف الكروج الكثير من المال الحلال بفضل انجازاته في اللقاءات الدولية الاوروبية لالعاب القوى وبطولات العالم وتسجيله رقماً عالمياً لمسافة 1500 م قبل عام واحد واسبوع واحد. وطعم المال ألذ اذا عاش من يجنيه طفولة عادية وأكثر من عادية. سألت الكروج عندما فرض اسمه دولياً للمرة الاولى عام 1995 من خلال فوزه بذهبية بطولة العالم لمسافة 1500 م داخل قاعة بيرسي الباريسية، عن نشأته، فأجاب أنه كان يتنقل بين المدرسة التكميلية والمقهى الذي يملكه والده، لا ليشرب الشاي والقهوة أو يدخن المعسل، بل ليساعده في عمله. وشارك مرة في سباق مدرسي لاختراق الضاحية، ونجح فكانت بداية المشوار الطويل الذي يؤكد ان المدرسة هي الاساس في كل شيء وإن لم تكن كل شيء. وصار صبي القهوة من مشاهير المسافات المتوسطة في تاريخ الجري... كلامه قليل وتصريحاته مقتضبة وتوقعاته موزونة. وقبل يوم واحد من تسجيله الرقم العالمي الجديد للميل، توقع رقماً عالمياً، وتوقع قبل ذلك ان يحطم جميع الارقام العالمية من 1500 م الى 5 آلاف م. ونحمد الله ان الكروج عداء يعرف كيف يتحدث علمياً وبلغة الارقام وليس لاعب كرة قدم اذا سألته عن الرقم الخاص بطول قامته قد يعتذر عن عدم الاجابة من فرط صعوبة السؤال، هذا اذا تنازل ووافق على حوار مقتضب. ونحمد الله ايضاً ان أحداً من المسؤولين العرب لم يفكر حتى اليوم بإجراء استطلاع سنوي لاختيار افضل رياضي عربي... ولو فعل منذ سنوات طويلة لفرض ابطال العاب القوى انفسهم وحدهم لانهم وحدهم استطاعوا اعتلاء اعلى درجة في المنصات الاولمبية والعالمية وتسجيل الارقام القياسية من عويطة الى المتوكل ومرسلي وبو المرقة وسكاح وبدوان وحيسو والكروج ومحمد سليمان وسعد شداد... ونأمل بالا ينزعج منا ابطال الكونغ فو والكيك بوكسينغ والبولينغ والهاتف النقال... ومن لف لفهم. وسياسة التفريخ لدى مدرسة العاب القوى المغربية واضحة، وصار المغاربة قاسماً مشتركاً في اللقاءات الدولية، لان مسؤوليها عرفوا كيف يستثمرون نجاحات عويطة في الثمانينات، خلافاً للجزائريين الذين لم ينجحوا في استثمار نجاح مرسلي وبو المرقة تماماً كالتوانسة الذين مرت انجازات عملاقهم محمد القمودي الاولمبية وكأنها سحابة صيف.