تعهد حلف شمال الأطلسي باتخاذ اجراءات صارمة ضد الميليشيات في كوسوفو، فيما أعلن "جيش التحرير" في الاقليم تحوله الى حزب سياسي، مهدداً بمعاقبة عناصره الذين يتورطون في أعمال عنف. وأفادت الأممالمتحدة ان أكثر من نصف مليون لاجئ عادوا الى ديارهم في الاقليم الذي شهد مواجهة محدودة بين شبان صرب وألبان. تعهد حلف شمال الأطلسي باتخاذ اجراءات صارمة في كوسوفو ضد الجماعات شبه العسكرية من الأطراف كافة والتي لا تزال موجودة في الاقليم، في حين اعلنت الحكومة البريطانية انها ستبدأ سحب وحدات من قواتها التي "لم يعد وجودها ضرورياً" لعملية السلام هناك. وفي غضون ذلك، أعلن جيش تحرير كوسوفو انه سيعاقب أفراده الذين شاركوا بأعمال العنف. وأكد انه يتجه نحو التحول الى حزب سياسي حسب متطلبات الوضع الجديد في الاقليم. ومن جهة أخرى، أفادت مصادر مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بريشتينا أمس الاربعاء ان حوالى 590 ألف لاجئ عادوا من الدول المجاورة الى ديارهم في الاقليم في حين بقي 200 ألف آخرون "ستتم اعادتهم قبل الشتاء المقبل". وكانت المفوضة السامية لشؤون اللاجئين ساداكو اوغاتا تفقدت في الأيام الثلاثة الماضية أوضاع اللاجئين الذين لا يزالون في مقدونيا وأحوال العائدين الى كوسوفو. وتعهدت بالعمل على انهاء محنة النازحين ومشاكل العائدين قبل الشتاء، بما في ذلك أخطار الأمن والألغام. وأعلنت الحكومة البريطانية انها بدأت أمس بسحب 700 عسكري تابعين لها من كوسوفو "لأن الوضع في هذا الاقليم الصربي قد تطبع". وقال وزير الدفاع جورج روبرتسون ان طاقم الدعم والأجهزة اللوجستية سيكون أول المغادرين على أن تتبعه عناصر دعم المروحيات التي "كانت في طليعة الذين دخلوا الى الاقليم". وأوضح روبرتسون في بيان أمام مجلس العموم البريطاني ان هؤلاء "لم يعد وجودهم ضرورياً لقوة حفظ السلام". وأكد ان القوات البريطانية" ساهمت بشكل أساسي في عودة الأمن الى كوسوفو". مواجهة وتصدت مجموعة تضم حوالى مئة صربي مسلحة بالعصى والحجارة أمس لشبان ألبان تجمعوا عند مداخل ميتروفيتسا على الجانب الصربي من المدينة. وتدخل حوالى 40 عسكري فرنسي لاحتواء المتظاهرين الصرب الذين رفعوا اعلاماً خاصة بهم ورددوا شعارات قومية "لمنعهم من ملاحقة الألبان". وأشار الكولونيل كلود فيكير قائد وحدة من الدرك في القوات الفرنسية التي تنتشر في مدينة ميتروفيتسا شمال غربي الاقليم ان الألبان "اضطروا الى اللجوء الى الجانب الآخر من الجسر قبل ان تعود مجموعة منهم رافعة اعلام جيش تحرير كوسوفو الى وسطه". وأضاف الكولونيل الفرنسي انه تمت "إعادة فتح الجسر رمزياً في مدينة منقسمة بين المجموعتين". وأفاد الناطق باسم الوحدات الفرنسية النقيب لوران مورين ان الجنود الفرنسيين "قتلوا أربعة من عناصر جيش تحرير كوسوفو واعتقلوا حوالى 20 آخرين". وأوضح ان العملية تمت في منطقة سربتسا الى الجنوب من ميتروفيتسا "عندما رفضت جماعة من الجيش الالتزام باتفاق التخلي عن مقرها وسلاحها وعدم الظهور بالملابس العسكرية في الأماكن العامة". وأكد القائد العام لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك على اتخاذ اجراءات صارمة ضد التشكيلات شبه العسكرية التي لا تزال موجودة في كوسوفو". وجاء ذلك خلال زيارته لمقر القطاع الفرنسي لقوات حفظ السلام في شمال كوسوفو مؤكداً عزم الحلف على تخفيف التوتر في الاقليم وأشار الى أن القوات الدولية "اعتقلت عدداً من أفراد المجموعات المسلحة وستلاحق كل من لا يلقي سلاحه". وأفاد المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي في تصريح صحافي ان قيادة الجيش "ستعاقب بشدة أفراد الجيش الذين شاركوا أو يتحملون مسؤولية أعمال التخريب والسلب التي وقعت في الاقليم". وفي غضون ذلك، اعلن اعضاء من جيش تحرير كوسوفو في مؤتمر صحافي في بريشتينا عن تشكيل تنظيم سياسي باسم "حزب الوحدة الديموقراطي الالباني برئاسة بارذيل محموتي". وأفاد محموتي ان الحزب "سيسعى الى ترسيخ التسامح ويناضل من أجل حق تقرير المصير الذي يؤدي الى حصول كوسوفو على الاستقلال كعامل لتوطيد السلام والاستقرار في البلقان". وأوضح ان "ياكوب كراسنيجي سيكون عضواً في هيئة رئاسة الحزب اما هاشم ثاتشي فأبدى رغبته عدم الانضمام الى الحزب في الوقت الحاضر". ويذكر ان بارذيل محموتي كان ممثلاً لجيش تحرير كوسوفو في سويسرا. البانيا - مقدونيا ومن جهة أخرى، يصل الرئيس الألباني رجب ميداني الى مقدونيا اليوم الخميس للتباحث مع الرئيس المقدوني كيرو غليغوروف واعضاء من حكومته حول الأوضاع الراهنة في البلقان.