كلاسيكيات السينما المصرية - أعمال معاصرة تأليف: علي أبو شادي منشورات "مكتبة الأسرة" سلسلة كتب "مكتبة الأسرة" التي تصدر، في مصر، تحت رعاية السيدة سوزان مبارك، كان لا بد لها أخيراً من أن تصل الى السينما، بعدما جالت طوال سنوات على شتى فروع المعرفة والإبداع، وأصدرت عشرات الكتب التي أعادت مذاق القراءة وحب الكتاب الى الواجهة. السينما وصلتها السلسلة عبر كتاب جديد للناقد المعروف علي أبو شادي، يستكمل فيه سلسلة كان بدأها، قبلا، بكتابين هما "أبيض وأسود" و"كلاسيكيات السينما المصرية". هنا في هذه المجموعة الجديدة، يجمع أبو شادي مقالات ودراسات كان نشرها خلال الأعوام الأخيرة على صفحات مجلات وصحف عربية منها "الحياة"، وفيها يتابع عدداً من أبرز الأفلام المصرية، من "زوجتي والكلب" لسعيد مرزوق حتى "المصير" ليوسف شاهين، مروراً بأفلام - علامات، مثل "أهل القمة" و"العوامة 70" و"حدوته مصرية" و"سواق الاوتوبيس" و"قلب الليل" و"سيداتي سادتي" و"مرسيدس"... الخ. ومقالات الكتاب على تفاوت حجمها وأهميتها، توفر للقارئ فرصة طيبة لاستعادة جزء أساسي ومهم من تاريخ السينما المصرية المعاصرة، خصوصاً وأن قلم علي أبو شادي، الرشيق والطيب - والذي كان يتوجب عليه، على أية حال، ان يكون أكثر دقة من الناحية اللغوية في بعض الأحيان -، يضع تلك الأفلام في موقعها الصحيح من ذلك التاريخ، كما من مسار أصحابها. فالفيلم، بالنسبة الى أبو شادي، لا يقوم في ذاته، وانما في ارتباطه بزمنه والتيار الذي ينتمي اليه. والملفت هنا ان أبو شادي، الذي يشغل في مصر الآن منصب "رئيس الرقابة على المصنفات الفنية" يقف في مقالاته كلها، ودون أي استثناء، الى جانب حرية الفن وجمال التعبير الفني، بحيث أن من يقرأ هذا الكتاب يفهم تماماً مواقف هذا الرقيب، الذي - من دون أن يسهو عن القيم الأخلاقية والوطنية ولو للحظة - يدافع عن الأفلام الجيدة وعن حرية التعبير، حتى ولو أوصله الأمر الى الشهادة في المحاكم