ظهرت أمس رواية جديدة لسيناريو اعتقال المتهم الأول في المحاولة الانقلابية في قطر عام 1996 الشيخ حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، مفادها أن المتهم استقل الطائرة الخاصة من مطار بيروت وهو يعلم أنها ذاهبة به إلى الدوحة وليس إلى مكان آخر. وقال أحد القريبين منه إن الشيخ حمد قام بالرحلة طوعاً إثر مفاوضات مع السلطة القطرية لترتيب عودته إلى البلاد والإقامة فيها بشكل طبيعي. وقال وكيل أعمال الشيخ حمد اللبناني عبدالله الرافعي ل"الحياة" إن الروايات التي تداولتها وسائل الاعلام عن اعتقال الشيخ حمد ليست صحيحة، "خصوصاً في ما يتعلق باحتمال أن تكون المخابرات القطرية اخترقت مرافقيه وجنّدت أحدهم فقام بتسليمه". وقدّم الرافعي رواية جديدة لعملية الاعتقال، إذ قال "إن الشيخ حمد مقيم في سورية بطريقة شرعية ويتنقل بين الدول من دون عوائق، وانه كان يأتي دائماً الى لبنان بهدف السياحة، وانه لم يسبق ان تعرّض فيه لأي مساءلة من السلطات الرسمية". واضاف: "في المدة الاخيرة حصلت مفاوضات بين الشيخ حمد وابن عمه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تهدف الى عودة الأول الى قطر ليقيم فيها في شكل طبيعي، فقبل بالامر ووضع شروطاً أولها قطع العلاقة مع اسرائيل ووقف تزويدها الغاز، ثم الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين الذين اعتقلوا بعد محاولة الانقلاب المزعومة، واخيراً عودة علاقة بن حمد مع العائلة طبيعية كما كانت في السابق". وفي زيارته الأخيرة للبنان جاءه شخص يدعى "مبارك"، وهو ضابط في المخابرات القطرية، فاجتمع به وسلّمه دعوة خاصة للعودة الى بلاده مع الموافقة على كل شروطه، وطلب منه وقف تصريحاته التي تنتقد علاقة قطر باسرائيل، وأبلغه الضابط ان طائرة خاصة تنتظره في المطار. وتابع: "على هذا الاساس، انطلق الشيخ حمد بارادته وبسيارته الخاصة من مكان اقامته في بيروت الى المطار بصحبة مبارك وأحد مرافقيه واسمه غانم إماراتي، وصعد الى الطائرة الخاصة التي توجّهت به مباشرة الى الدوحة، وهناك كانت تنتظره مفاجأة اعتقاله". وقال الرافعي: "صباح السبت كنت أزور والدة الشيخ في سورية، فرنّ الهاتف وكان الشيخ هو من يتحدث من قطر، لكن ذلك كان خدعة، إذ أجبره معتقلوه على محادثة والدته من دون إعلامها بأنه معتَقل". وشدّد الرافعي على عدم وجود أي علاقة للمخابرات اللبنانية أو السورية في عملية الاعتقال، مؤكداً "ان الأمر مجرد خديعة، وانها ليست عملية أمنية كما صوّرت في الإعلام".