أكد لبنان على لسان رئيس حكومته سليم الحص أن أي اتفاق سلام منفرد معه غير وارد على الاطلاق وأكد التزامه بالقرار الدولي الرقم 425، في حين أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رفض الحزب تحويل "عمليات المقاومة الى عمليات موسمية". أحيا "حزب الله" أمس، الذكرى السنوية العاشرة لاختطاف الشيخ عبدالكريم عبيد، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في احتفال خطابي أقيم في قصر الأونيسكو في حضور حشد من الشخصيات السياسية. وأكد الرئيس الحص في كلمته أن "لبنان لن ينسى أسراه وما تخلى يوماً عن المطالبة بحريتهم. وتوقف عند ما يقال أن المنطقة تقف على عتبة استئناف محادثات التسوية مع اسرائيل على المسارات السورية واللبنانيةوالفلسطينية وقال: كنا ولا نزال ننظر الى هذا الاحتمال بحذر شديد لأن تجاربنا السابقة مع اسرائيل كانت عناوينها دوماً المناورة والغدر والنفاق. وتوقف عند لاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك بالنسبة لحدود العام 1967 والمستوطنات وعودة الفلسطينيين وتقسيم القدس وقال: المتهالكون على السلام بأي ثمن حتى ولو كان الثمن استسلاماً لم يتوقفوا عند لاءات باراك فقالوا أنها مناورة برسم الاستهلاك المحلي. وأشار الى تصريحاته بعد زيارة واشنطن وتصريحاته خلال حملته الانتخابية التي قال فيها أنه سيسعى الى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان خلال سنة وقال بعد فوزه ان ذلك يجب أن يتم بناء على اتفاق مع لبنان، أي اتفاق يريد يا ترى مع لبنان شرطاً للانسحاب؟ هل يقصد اتفاق سلام منفرد أم يقصد اتفاقاً على ترتيبات أمنية؟ انه ولا شك يدرك أن لبنان ملتزم وحدة المسارين اللبناني والسوري وان اتفاق سلام منفرد مع لبنان غير وارد على الإطلاق، أما الترتيبات الأمنية فيجب أن يكون باراك مدركاً أيضاً أن لبنان لا يقبل بمثلها شرطاً للانسحاب لأنه متمسك بنص القرار الدولي الرقم 425 وهو غير مستعد للتفريط به من قريب أو من بعيد. واعتبر الحص أن شرط الاتفاق معع لبنان الذي أطلقه باراك يشكل "لغماً نسف به معنى القول بالانسحاب خلال سنة ولا عجب إذا نظرنا الى ما يشاع من احتمالات التسوية في المستقبل القريب بحذر شديد". وشدد على أن لبنان لا يستطيع أن يتصور تسوية مع اسرائيل من غير عودة الفلسطينيين الى ديارهم وقال انه يرفض التوطين رفضاً قاطعاً "ويستند في ذلك الى ارادة فلسطينية أكيدة بالعودة والى اجماع بين اللبنانيين". وأضاف "يقال لنا احياناً ان موضوع اللاجئين هو من مواضيع الحل النهائي على المسار الفلسطيني ومن مواضيع المحادثات المتعددة الاطراف ونحن نقول كلا ان هذا الموضوع يعني لبنان ايضاً بصورة مباشرة". ورأى السيد نصرالله في كلمته ان مشكلة العرب "انهم يصدّقون بسرعة"، وقال "ما يجري الآن وما سيجري خلال الأسابيع والأشهر المقبلة هو الاستفادة من الفرصة السياسية الدولية الاقليمية الجديدة للضغط على الحكومات العربية وشعوبها من أجل فرض تسوية أميركية بالشروط الإسرائيلية. وحتى الآن الفارق الوحيد بين باراك ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتانياهو أن خطوط الدفاع العربية كانت محكمة بسبب أداء الأخير وطريقته". وأكد "ان الانسحاب الإسرائيلي إذا حصل من جنوبلبنان فهو بفعل هذه المقاومة". وقال "لو كان العدو جاداً بالانسحاب من لبنان فإن المقاومة إذا هدأت، سيحلو له البقاء من جديد لأنه لا توجد مواعيد مقدسة عند الإسرائيليين. وإذا كنا فعلاً نريد أن نصدق أنهم سينسحبون خلال عام يجب أن نتابع المقاومة بكل جهد وعزم وارادة حتى نجعل هذا التفكير جدياً ولا مجال للتراجع عنه ونفرض عليهم الخروج من أرضنا خلال عام أو بعد عام". ووصف تصريحات السفير الأميركي دايفد ساتر فيلد في لبنان بأنها "استفزازية ومهينة لدولة لبنان وشعبة"، واعتبر "ان تصاعد عمليات المقاومة في مرحلة وخفوتها في مرحلة أخرى أحياناً له أسبابه وظروفه الميدانية". وقال "نحن مقتنعون بأن المقاومة التي تنجز التحرير هي المقاومة الفاعلة والجادة وليست المقاومة الموسمية والاستعراضية التي تتحرك من خلال ضوابط سياسية معقدة"، مشيراً الى "اجراءات اسرائيلية اتخذت أخيراً بتخفيفه كثيراً من حركة جنوده في المنطقة المحتلة". ودعا نصرالله الى التذكر أن "احتلال الجنوب والجولان وسابقاً سيناء كان نتيجة المشكلة الأصلية التي هي احتلال فلسطين"، وقال "إذا لم تعالج المشكلة المركزية على أسس عادلة لن يكون هناك سلام عادل وشامل". ودعا الجميع في لبنان "الى عدم ادخال في مزايداتهم ما له علاقة في المقاومة والصراع مع العدو الإسرائيلي"، وقال "ان الجواب على الضغط الأميركي والإسرائيلي المستمر لوقف المقاومة لا يجوز أن يكون اللغة التقليدية التي كنا نسمعها في السنوات الماضية". ونوّه بالموقف الرسمي المتمسك بحق المقاومة في الاستمرار وعدم الهدوء لأنها عنصر القوة في لبنان"، وقال "المقاومة استمرت بإرادة مجاهديها والتبني الرسمي والشعبي والاحتضان من سورية والموقف من ايران وتأييد كل شريف ومناضل في العالم الإسلامي والعالم".