أقر الحزب الشيوعي الصيني امس الجمعة بان عددا لا يستهان به من اعضائه التحقوا بطائفة "فالون غونغ" التي حظرت نشاطاتها اول من امس . وفي الوقت نفسه قال شهود ان قوات الامن الصينية اعتقلت حوالى 200 شخص شاركوا في تظاهرة احتجاج في ميدان تيانانمين امس بعد يوم من حظر الحكومة طائفة شبه دينية. وفي الولاياتالمتحدة اعرب مؤسس الطائفة لي هونغزي اول من امس عن "صدمته" لقرار سلطات بكين حظر نشاطات الطائفة. بكين - أ ف ب، رويترز - نشرت صحيفة "الشعب" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني مقالا على صفحتها الاولى جاء فيه ان زعيم الطائفة "لي هونغزي نجح في ان يجعل من فالون غونغ حركة وطنية وصلت الى بعض هيئات الحزب والحكومة حتى انه حاول تشكيل قوة سياسية للاحتجاج على الحزب والحكومة". ونشر المقال اثر قرار السلطات حظر الطائفة التي يقدر عدد اتباعها بثمانين مليونا في جميع انحاء الصين، علما ان السلطات لا تعترف بهذا العدد. وأعلنت وزارة الشؤون المدنية ان هذه الطائفة "منظمة غير مشروعة" في حين طلب من اعضاء الحزب الشيوعي قطع علاقاتهم مع هذه الطائفة تحت طائلة الطرد من الحزب، حسبما جاء في منشور اصدرته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. واضاف النص ان اخطر الحالات ستعاقب وفقا للقانون. من جهة اخرى، اكدت السلطات الصينية انها افرجت عن الآلاف من اتباع طائفة "فالون غونغ" بعد تجميعهم في اليومين الماضيين في ملاعب رياضية، في حين تم تفريق تظاهرة نظمت صباح امس في بكين شارك فيها مئات من انصار الطائفة. وفي الولاياتالمتحدة اعرب مؤسس الطائفة لي هونغزي اول من امس عن "صدمته" لقرار سلطات بكين حظر نشاطات الطائفة. وأكد انه يخشى تعرض اتباع الطائفة لقمع صارم يؤدي الى "حمام دم" كما حصل في الرابع من حزيران يونيو 1989 في ساحة تيانانمين. وفي تصريحات ادلى بها الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن اول من امس في واشنطن اعربت الولاياتالمتحدة عن "اضطرابها" لقرار بكين حظر نشاطات الطائفة. ورأى محللون انه لم يكن امام النظام الشيوعي الصيني الذي لا يسمح باي معارضة منظمة، اي خيار آخر سوى التدخل بقوة ضد طائفة "فالون غونغ"، بالرغم من ان بعضهم يعتبر ان الحملة التي بدأتها السلطات محفوفة بالمخاطر. وقال ديبلوماسي غربي امس ان "الطائفة منظمة جيدا على الصعيد الوطني ولها امكانية تعبئة سريعة لاتباعها ولم تتردد في التحرك بطريقة استفزازية في الاشهر الماضية وكلها عناصر كافية لاحداث رد فعل عنيف من قبل السلطات الصينية". ولا تستطيع الصين التي تستعد للاحتفال بالذكرى ال 50 لتأسيس النظام الشيوعي في الاول من تشرين الاول اكتوبر المقبل، القبول بان تواصل طائفة ينتمي اليها اتباع يفوق عددهم عدد اعضاء الحزب الشيوعي الصيني نسف سلطتها علنا بنتظيم تجمعات احتجاج كبيرة. وكان اكبر تجمع نظم في 25 نيسان ابريل الماضي عندما طوق 10 آلاف من انصارها خلال 13 ساعة، مقر الحزب الشيوعي الصيني في بكين. وقال محلل سياسي غربي: "لا يمكن للسلطات القبول باي معارضة منظمة". كما يقمع النظام الشيوعي، الذي دعاه الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى ان "يقتل في المهد" اي محاولة لزعزعة الاستقرار السياسي، محاولات تأسيس نقابات مستقلة او حتى منظمات للدفاع عن البيئة، في حال رأى احتمال ان تؤثر عليه. واعرب عدد من سكان بكين عن شكوك عميقة بحملة التشهير التي استهدفت الطائفة واتهامات الصحافة الرسمية لها بالكذب وبدفع عدد من اتباعها الى الانتحار او ارتكاب جرائم قتل.