بكين - أ ف ب، رويترز - أعربت الصين امس، عن «استيائها الشديد» لتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي دعت فيها بكين الى نشر اسماء الضحايا والمفقودين او المعتقلين خلال قمع تظاهرات حزيران (يونيو) 1989 والتي عرفت ايضاً بأحداث ربيع بكين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ خلال مؤتمره الصحافي الدوري ان «هذا العمل من جانب الولاياتالمتحدة يتضمن اتهامات لا اساس لها بحق الحكومة الصينية. اننا نعبر عن استيائنا الشديد». وفي بيان صدر الاربعاء، دعت كلينتون النظام الصيني الى تقديم حصيلة باعمال القمع و «النظر بانفتاح الى الصفحات القاتمة من تاريخه». وقتل مئات وربما آلاف من المتظاهرين والطلاب والمواطنين المتضامين معهم ليل الثالث - الرابع من حزيران (يونيو) 1989، بعدما اجتاحت دبابات الجيش الصيني شوارع بكين لقمع تظاهرات استمرت سبعة اسابيع وطالبت بالديموقراطية. ووصف النظام الشيوعي الصيني هذه التحركات بأنها «تمرد مناهض للثورة». وانتشرت الشرطة الصينية لمنع إحياء ذكرى الحملة الصارمة ضد المحتجين المطالبين بالديموقراطية في ميدان تيانانمين قبل 20 سنة. ويخشى الحزب الشيوعي الحاكم الذي لم يكشف مطلقاً عن اعداد القتلى من ان أي احياء لذكرى الأحداث قد يمثل تحدياً لقبضته المحكمة على السلطة. وتغيرت الصين بصورة كبيرة خلال العقدين الماضيين اذ انتشلت اصلاحات السوق مئات الملايين من براثن الفقر وحولت البلاد الى أكبر ثالث اقتصاد في العالم ما يجعل من المستبعد وقوع احتجاجات مماثلة. وأدت احداث القتل التي وقعت عام 1989 الى توتر العلاقات بين واشنطنوبكين وكان صداها حاضراً عشية الذكرى. ودعت كلينتون الصين الى اطلاق جميع المسجونين بسبب الاحتجاجات ووقف مضايقة الذين شاركوا فيها وبدء حوار مع أسر الضحايا. وقالت في بيان ان «الصين التي حققت تقدماً اقتصادياً هائلاً وتبزغ لتحتل مكانتها الصحيحة في قيادة العالم يجب ان تبحث بوضوح الاحداث المظلمة في ماضيها وتقدم احصاء رسمياً بعدد القتلى والمحتجزين والمفقودين من أجل المعرفة ومداواة الجراح». وتعكس المطالب وجهات نظر طالما أبدتها واشنطن ولكنها تمثل موقفاً أكثر تشدداً من سجل الصين في حقوق الانسان عما أبدته كلينتون في الاشهر الاربعة الاولى لها في منصبها. وتكررت دعوة كلينتون على لسان رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود الذي خدم في بكين عندما كان ديبلوماسياً. وقال رود للبرلمان الاسترالي: «الناس في أنحاء العالم تأثروا بهذه الاحداث ولا تزال لها أصداء حتى الان». وفي مؤشر الى امتزاج مشاعر الثقة بالحذر كان ميدان تيانانمين مفتوحاً امام الزوار امس، فيما انتشر مئات من قوات الشرطة. وكان الميدان مغلقاً في الذكرى العاشرة للأحداث عام 1999. وتدفق صينيون على الميدان لمشاهدة مراسم رفع العلم التي تجرى عند الفجر والتي أصبحت الان طقساً وطنياً رسمياً ثابتاً. وجاء الكثيرون من خارج بكين وبدوا غافلين عن التاريخ الحساس. ولم يكن هناك أي مؤشرات على تنظيم احتجاج. لكن البعض جاء في هدوء للحداد. وقال رجل يحمل لقب وانغ: «اليوم هو الرابع من حزيران لذا اتينا لإحياء الذكرى». في هونغ كونغ، أحيا حوالى 150 الف شخص أمسية على ضوء الشموع في الذكرى السنوية العشرين لقمع السلطات الصينية بشكل دموي التظاهرات الديموقراطية في بكين، كما أعلن منظمو التجمع.