توقعت مصادر ديبلوماسية لبنانية أن تُطلع الإدارة الأميركية كلاً من لبنان وسورية على نتائج المحادثات التي أجراها رئىس الوزراء الإسرائىلي إيهود باراك في واشنطن خلال الأيام الماضية وعلى الإقتراحات التي يكون عرضها لاستئناف مفاوضات السلام، ليتقرر، في ضوء ردّ الفعل السوري واللبناني، فضلاً عن الفلسطيني، متى يتم تحريك المفاوضات. أكد مصدر ديبلوماسي لبناني أن "الولاياتالمتحدة الأميركية ستلعب دور ناقل الأفكار الإسرائىلية، وتسجل الموقف العربي منها في الأيام المقبلة، بعد محادثات رئىس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك مع الرئىس بيل كلينتون وسائر المسؤولين الأميركيين وأنها ستنقل قريباً ما انتهت إليه المحادثات إلى كل من سورية ولبنان. فإذا كانت هناك اقتراحات عملية تؤدي إلى استئناف المفاوضات على المسارين، إضافة إلى مواصلة تطبيق اتفاق واي ريفر على المسار الفلسطيني وسبل البدء في مفاوضات الوضع النهائي الفلسطيني، فان تسريع معاودة المفاوضات سيتوقف على ما إذا كان سورية ولبنان يعتبران هذه الإقتراحات مقبولة أم لا". وأضاف "إذا كانت افكار باراك مقبولة، فان زيارة وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت الى المنطقة سوف تمهّد لبدء لقاءات الوفود المفاوضة". وأوضح المصدر الديبلوماسي اللبناني "ان تحديد جولة اولبرايت، في 18 آب اغسطس المقبل، على دول المنطقة قد يعني ايضاً ان يسبقها موفدون أميركيون الى المنطقة او قد يلحقها هؤلاء". واستبعد المصدر "ان تحصل تحركات دراماتيكية غير الجولة التي يمكن أن تقوم بها أولبرايت"، رداً على سؤال ل"الحياة" عن إمكان دعوة الرئيس السوري حافظ الأسد لزيارة العاصمة الأميركية. وقال ان خطوة مثل دعوة الأسد الى واشنطن "تحصل في حال وجود عرقلة في المفاوضات وإمكان استئنافها، ولم نصل بعد إلى هذه المرحلة. والمهم معرفة ما حمله باراك إلى واشنطن ومدى معقوليته. فإعلان النيات شيء والأفكار العملية شيء آخر، فهي التي تساعد على حسم الموقف والصيغة لاستئناف المفاوضات". ورداً على سؤال عن عدم تهيؤ لبنان لمرحلة المفاوضات والمخاوف من ذلك، أجاب "البعض يتخوف نظراً إلى أننا لم نؤلف الوفد اللبناني المفاوض حتى الآن. لكن لدينا الوقت. فقبيل استئناف المفاوضات، وبعد ان تظهر نتائج جولة أولبرايت، يمكن ذلك. والإستعجال الذي نراه عند أفرقاء داخليين، لا نرى مبرراً له، فأوضاع لبنان في المفاوضات أقل تعقيداً من المسارين الفلسطيني والسوري نظراً الى أن موقفنا واضح يتعلق بتنفيذ القرار الرقم 425 من دون قيد أو شرط، على أن نشارك لاحقاً في بحث قضية اللاجئين واتفاقات السلام الشاملة". واستبعد المصدر ان يتم تأليف وفد مفاوض موحد لبناني - سوري، مشيراً الى "احتمال جلوس الوفدين إلى طاولة واحدة في مرحلة من مراحل التفاوض مع الجانب الإسرائيلي اذا كان ذلك ضرورياً". ويشير المصدر الى ان "من غير المطروح محطات إنذار مبكر على المسار اللبناني، ومشكلة الأرض والحدود مختلفة بالنسبة الى لبنان عن المسارين السوري والفلسطيني. وإذا انطلقت المفاوضات مجدداً، نحن سنكتفي بالتأكيد على الإنسحاب غير المشروط من الجنوب والجلوس الى الطاولة سيكون من اجل ترداد ذلك وتحقيقه، لمواكبة ما يحصل على المسارات الأخرى وصولاً الى مرحلة السلام الشامل التي عندها يصبح علينا أن ندلي بدلونا". وتابع "نحن لسنا بعيدين عما يجري خلافاً لاعتقاد بعض الأفرقاء. وإذا كانت قلة الكلام مصدر تساؤلات، فلأن فن التفاوض يتطلب مقداراً من الصمت باستثناء تأكيد الثوابت ومن دون الدخول في التفاصيل. ولم تتخذ الحكومة موقفاً مما يجري الحديث عنه بأنه فرصة بعد مجيء باراك ليس عن تقصير بل عن رغبة في انتظار اتضاح الأمور ونتيجة التمسك بالقرار الرقم 425 لأن عملية السلام التي يفترض أن تليه، مرحلة أخرى بالنسبة إلينا". واعتبر المصدر الديبلوماسي اللبناني ان ما قاله السفير في واشنطن فريد عبود في ندوته في الكونغرس الأميركي، "تناول مرحلة السلام التي ما زالت الحكومة تتحفظ عن إعلان موقفها منها، لكن الرجل لم يرتكب خطيئة، بل تطرق الى الأمور من ناحية أكاديمية، وبالتالي فان الضجة التي قامت حول كلامه اكبر من حجم الأفكار التي طرحها. وبيان الخارجية لم يمنعه من الكلام بل طلب منه التزام الثوابت. ولا عيب من أن يتناول سفير ما الوضع من ناحية أكاديمية وافتراضية فهو لا يلزمه بشيء. وقد ظهر الأمر خارجاً عن المألوف شكلاً، لأن الحكومة لم تجتمع وتقرر موقفاً. لكن ما قاله السفير عبود لا يخرج على المبادئ العامة للسياسة الخارجية وإن كان بدا مستعجلاً في ردّه على سؤال باستبعاده أن يتمكن "حزب الله" من وضع فيتو في حال التسوية السلمية". وانتهى المصدر الى القول "ان السفير عبود لم يقل كلاماً خارج إطار المناخ القائم في التنسيق مع سورية وتبنّي الدولة للمقاومة وهو على تنسيق دائم مع السفير السوري في واشنطن وليد المعلم". وذكرت مصادر ديبلوماسية غربية مراقبة ان "من غير المستبعد أن يكون كلام السفير عبود في واشنطن جاء نتيجة التنسيق مع الجانب السوري، وأن له مغزى عن عمق التنسيق ابان زيارة باراك لواشنطن. وما من شك انه يهم سورية، التي تبعث برسائل حسن النية الى باراك، ان تبرهن على ان لبنان شديد القرب منها، في ذلك".