يسعى وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع، خلال لقائه اليوم نظيرته الاميركية مادلين اولبرايت، الى معرفة نيات واشنطن في شأن احياء عملية السلام في الشرق الأوسط وكيفية انقاذها من مأزقها الحالي. وقالت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ان البحث في القرار الدولي الرقم 425 سيكون من ضمن المواضيع التي ستثار خلال لقاءات الشرع، لكن هذا القرار لن يكون مركز المحادثات كما تحاول ان تظهر اسرائيل الامر، من خلال ما صرح به مسؤولون فيها امس خصوصاً لجهة الدعوة الى محادثات "غير سياسية" مع لبنان وحض سورية على قبول اقتراح تل أبيب في هذا الصدد. وقالت المصادر ان التصريحات الاسرائيلية تهدف الى الهروب الى امام في شأن المسار الفلسطيني المجمد نتيجة عدم قبول رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو الافكار الاميركية المتعلقة باعادة الانتشار من الضفة الغربية. وقالت المصادر ان المحادثات ستتناول البحث في كل المسارات، وان موضوع تنفيذ القرار الپ425 هو من ضمنها، اضافة الى البحث في المسار الفلسطيني والخطوات المقبلة التي تعتزم الادارة القيام بها والمسار السوري مع تأكيد استعداد دمشق لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت. وذكرت ان المحادثات ستشمل ايضاً تأكيد الشرع للموقف السوري - اللبناني المشترك من القرار 425. الى ذلك لم يعلق المسؤولون الاميركيون على ما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية من أن الادارة اعطت نتانياهو مهلة اسبوع للرد على الافكار التي طرحتها عليه. وكان الرئيس بيل كلينتون رأس صباح امس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي ضم، الى وزيرة الخارجية، مستشاره لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر ووزير الدفاع وليام كوهين. وقال الناطق باسم البيت الأبيض ان الاجتماع تناول المسائل الدولية الملحة، لم يكن محصوراً بعملية السلام فقط. يذكر ان الناطق باسم الخارجية جيمس روبن كان سبق وأعلن ان الادارة قد تصل قريباً جداً إلى مرحلة الاستنتاج في شأن نجاح جهودها أو عدمه. وأعرب مراقبون متتبعون تطورات المحادثات الأميركية - الإسرائيلية عن الاعتقاد بأن هناك "أزمة كبيرة" بين الجانبين، لكن الأمور لم تصل إلى مرحلة الانقطاع التام. وأضاف هؤلاء ان أحد السيناريوهات التي تدرسها الإدارة الآن هي الاعلان، وربما عبر الناطق باسم البيت الأبيض، ان الإدارة الأميركية أبلغت الإسرائيليين والفلسطينيين ان جهوها استنفدت وان الجانب الفلسطيني وافق على الافكار وان الادارة لا تزال تنتظر الرد الإسرائيلي، وان السفير دنيس روس لن يعود إلى المنطقة قبل الحصول على الرد. واستبعد المراقبون ان تنشر الإدارة افكارها علناً، تاركين الباب غير محكم الاغلاق أمام جهود جديدة. في القدسالمحتلة أ ب، أ ف ب، رويتر، دعا يؤاف بيران نائب المدير العام للخارجية الإسرائيلية إلى مفاوضات عسكرية مع لبنان لمناقشة ترتيبات أمنية تمهد السبيل لانسحاب من الجنوب اللبناني. وقال في مؤتمر صحافي ان إسرائيل اقترحت محادثات "غير سياسية" في شأن كيفية تنفيذ القرار 425. وحض المسؤول الإسرائيلي سورية على قبول هذا العرض. وقال: "اعتقد بأن زيارة السيد الشرع لواشنطن في هذا التاريخ مهمة جداً وموضحة لحقيقة ان الجميع يفهمون ان المبادرة الإسرائيلية قائمة. إنها جادة... إنها على المائدة ولا يمكنكم تجاهلها أو رفضها". وأضاف: "اننا نعرف ان عدداً من الدول العربية ينظر بايجابية إلى اقتراحنا على رغم تصريحاته، وهذا أمر مشجع"، معتبراً ان دمشق "لم تقل كلمتها الأخيرة، وقد بدأ السوريون يدركون أنه ليس في امكانهم الاستمرار في تجاهل المبادرة الإسرائيلية"، وان زيارة الشرع لواشنطن "دليل على ذلك".