توقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، في طريق عودته من الولاياتالمتحدة الى اسرائيل، في لندن حيث أجرى محادثات مع نظيره البريطاني توني بلير أكد في ختامها ان الوقت مناسب لاقامة سلام على كل المسارات في الشرق الأوسط، داعياً أوروبا الى القيام بدور لتعزيز عملية التفاوض. أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك أمس الاربعاء عقب محادثاته مع نظيره البريطاني توني بلير انه يعتقد أن "الوقت مناسب لتحقيق سلام الشجعان" بين اسرائيل وكل جيرانها بما في ذلك سورية. وقال في مؤتمر صحافي في 10 داونينغ ستريت شارك فيه بلير، انه ينبغي على كل الأطراف المعنية "ان تجلس معاً الى المائدة المفاوضات وتحاول أن تتوصل الى حلول للمشكلات القائمة بيننا". وأضاف باراك انه يقدر "الاشارات الايجابية التي تصلنا وتصل الى العالم الخارجي من سورية ... انني اعتقد ان الوقت مناسب لتحقيق السلام مع سورية وكل الأطراف الأخرى". لكنه تابع ان الأمر قد يستغرق أسابيع عدة لاجراء تقويم أولي للموقف و"نحدد أسماء الفرق التي ستشارك في كل مسار ونبدأ في التحرك في وقت واحد على المسارات كافة: سورية... لبنان والمسار الفلسطيني وذلك من دون تفضيل لمسار على آخر". وقال انه بعد ذلك يمكن "أن نعرف هل يمكننا تحقيق السلام في الشرق الأوسط في ظرف 15 شهراً". وأكد باراك ان في وسعه "تحقيق النتائج". وشدد على أهمية عامل الوقت بالنسبة الى العملية السلمية بأكملها. وحذر قائلاً: "ليس في وسعنا ان نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر أن يتم حل المشكلات من خلال عصا سحرية". لكنه استدرك قائلاً ان تحديده لاطار زمني مدته 15 شهراً ليس معناه أن يسعى الى أن يبرم اتفاقاً قانونياً رسمياً "معكم أو مع الرأي العام للوفاء بهذه المهلة الزمنية". وقال باراك: "انني أريد أن أوضح اننا نريد العمل. لا نملك حلولاً سحرية في جيوبنا تؤدي الى حل الأمور في ثلاثة أسابيع. لكننا لسنا على استعداد لأن تمتد العملية لثلاثة أو خمسة أعوام". ومضى رئيس الوزراء الاسرائيلي قائلاً: "لن أطلب الحصول على ميدالية إذا استغرق الأمر تسعة أشهر لتحقيق تسوية نهائية مع الأطراف المعنية وكذلك فانني لن أقفز من فوق أي برج إذا استغرق الأمر 24 شهراً للتوصل الى اتفاق مع الأطراف الأخرى في المنطقة". أما رئيس الوزراء البريطاني فاتسمت تصريحاته بالحرارة والثناء على باراك بعد إفطار العمل الذي عقداه في مقر رئاسة الحكومة في لندن التي توقف فيها باراك في طريق عودته الى اسرائيل من زيارته الى الولاياتالمتحدة. وأكد بلير في بداية المؤتمر الصحافي ان الشرق الأوسط يمر بمرحلة مهمة وحساسة جداً. وأشاد "بقيادة باراك ورؤيته". وقال ان نظيره الاسرائيلي هو الرجل الذي بوسعه أن يحرز تقدماً في المسيرة السلمية. وكان واضحاً ان علاقات بلير الحارة مع باراك تختلف في شدة عن الجو البارد الذي ساد بينه وبين بنيامين نتانياهو أثناء فترة حكمه. وتعهد بلير بأن تقدم بريطانيا تأييداً بنسبة "مئة في المئة" لعملية السلام. وأكد أهمية تحقيق سلام دائم في المنطقة يقوم على العدالة والأمن. وأوضح باراك، من جهته، انه يريد ان تلعب بريطانيا دوراً رئيساً داخل الاتحاد الأوروبي لتعزيز العملية السلمية. ويتناقض هذا مع موقف نتانياهو الذي كان يريد تهميش الدور الأوروبي تماماً. وقال باراك انه يعلق اهتماماً كبيراً على دور بريطانيا الرئيسي داخل أوروبا لدعم المسيرة السلمية سياسياً ومالياً لدعم الفلسطينيين. وأشاد باراك ب"الدور الفريد" الذي لعبه بلير أثناء أزمة كوسوفو لوقف العدوان الصربي ووقف "حاكم طاغية" - في اشارة الى الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش - عند حده. ورداً على سؤال عما إذا كان بلير يؤيد الرأي الاسرائيلي الذي يدعو الى أن يتم ضم مسألة تطبيق اتفاق واي بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى محادثات المرحلة النهائية، اجاب رئيس الوزراء البريطاني قائلاً انه يعتقد ان هذا السؤال ينبغي ان يوجه الى باراك. إلا أنه قال انه يعرب عن ثقته في باراك الذي "أثار اعجاب الناس في أنحاء العالم من خلال رغبته في تحقيق تقدم على وجه السرعة في أقصى حد ممكن". وأكد بلير: "اعتقد ان هناك فرصة كبيرة أمامنا. هناك ظروف كاملة طرأت الآن من أهمها فوز باراك وحزب العمل في الانتخابات الاسرائيلية مما سيتيح لنا ان نتحرك قدماً". وفي الوقت نفسه أبرز المسؤولون البريطانيون أهمية محادثات بلير - باراك، موضحين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اختار لندن محطة أوروبية وحيدة توقف فيها في طريق عودته الى اسرائيل من أميركا "مما يؤكد العلاقة الخاصة" التي تربطه مع بلير شخصياً ومع حكومة العمال البريطانية.