كانت الرواية التي نشرتها "الحياة" على امتداد الأيام الثلاثة الماضية حول "الوديعة الرابينية" في استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك في لندن أمس. ولما سأله الصحافيون عنها، بعد لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، لم ينف وجود الوديعة ولم يشر بكلمة إلى أن ما تعهد به اسحق رابين لا يلتزم الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة إلى ما وراء خطوط الرابع من حزيران يونيو. قال: "إن كل ما يتعلق بما يسمى وديعة رابين يتوافر لدى الأميركيين والسوريين والإسرائيليين"، وأضاف: "كلنا يعرف ما حدث بالضبط وبالتحديد، واعتقد انه لن يكون من الأمور التي تساهم في فرص صنع السلام في الشرق الأوسط ان نخوض في هذه الأمور أمام عدسات الكاميرات والصحافيين". وبعد أن شكر بلير على "دعمه المستمر لإسرائيل وعملية السلام"، تطرق إلى الوضع على المسارين السوري واللبناني، ليقول: "إننا مصممون على أن نفعل كل ما في وسعنا لوضع حد للنزاع"، واستدرك: "من الطبيعي أن الأمر يحتاج إلى طرفين من أجل ممارسة رقصة التانغو. ليس في وسعنا التحدث نيابة عن السوريين، وعندما يحين الوقت اعتقد أنهم سيتحدثون بالنيابة عن أنفسهم". وكان نائب رئيس الأركان السابق امنون شاحاك تدخل أمس في النقاش الذي اطلقته في إسرائيل مقالات باتريك سيل في "الحياة"، فقال إن اقتراح رابين بشأن انسحاب كبير من الجولان كان مشروطاً ببنود أمنية وباحترام "الضرورات الحيوية لإسرائيل، بما في ذلك المياه وتطبيع العلاقات بين البلدين"، واعتبر المراقبون تصريحه بمثابة تأكيد لوجود "الوديعة". وأعلن باراك احترامه لاتفاق شرم الشيخ واستعداد إسرائيل لتطبيقه، وأعرب عن تفاؤله بقرب الاتفاق على الخرائط الخاصة بالمرحلة الثانية من إعادة الانتشار التي كان مقرراً اجراؤها في 15 تشرين الثاني نوفمبر. وتطرق إلى الاشكالات المتعلقة ببناء مسجد في مدينة الناصرة، فدعا إلى تعايش الديانات و"احترام كل طرف للآخر" من أجل ان تكون احتفالات الألفية المقبلة ناجحة. من جهته، أشاد بلير في مؤتمر صحافي بعد اللقاء بالدور الذي يضطلع به باراك من أجل تحقيق تقدم في عملية السلام، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "منارة أمل" و"مثال يحتذى" في هذا المجال.