هاجت دنيا كرة القدم العالمية وماجت بعد انسحاب ممثلي الدول الآسيوية من المؤتمر الاستثنائي للفيفا في 7 تموز يوليو الجاري في لوس انجليس، اعتراضاً على منحهم نصف مقعد إضافي في التصفيات وليس مقعداً كاملاً، مع تهديدهم بمقاطعة تصفيات المونديال اذا لم تتم الاستجابة لطلبهم. ونرى ان المونديال المقبل لن يخسر شيئاً اذا ما حدث الانسحاب الآسيوي. جماهيرياً، ستحظى البطولة من دون شك بمتابعة آسيوية واسعة لانها البطولة الارقى التي تعرض فيها فنون كرة القدم الحديثة... وهي فنون لا يجيد الاتحاد الآسيوي تقديمها للاتحادات المنضمة الى عضويته. وتنظيم كوريا واليابان للبطولة سيدفع بالشركات العملاقة التي تتركز في هاتين الدولتين وخارجهما الى دخول الفعاليات التسويقية والمالية للمونديال، الأمر الذي يعنى نجاحه مالياً. ثم ان اشراك مزيد من المنتخبات الاوروبية او الافريقية او الاميركية الجنوبية مكان المنتخبات الآسيوية المقاطعة، يعني من حيث المبدأ اعطاء الفرصة لمزيد من المستويات الفنية الرفيعة التي قد تقل عن مستوى محيطها القاري لكنها ارفع بكل تأكيد من المستويات الآسيوية المعروفة. والحال انه لا يمكن للاتحاد الآسيوي وامينه العام بيتر فيلابان التباهي بإنجازات عملت على رفع مستوى الكرة الآسيوية، بل ان طريقة عمل الامين العام واتحاده يسودها التخبط والعشوائية ومحاباة كرة شرق القارة وشركاتها العملاقة ومكاتب مراهناتها الضخمة... وهناك اخطاء واضحة ومؤثرة في مسابقات الاندية والمنتخبات، سواء في توقيت اقامتها او مكانها او في سحب القرعه لبطولات الاندية في غياب ممثليها وعدم حضور مسؤولي الاتحاد الآسيوي للمباريات النهائية. بل ان الطابع التجاري البحت الذي اصبح منهجاً لهذا الاتحاد الذي يتخذ من كوالالمبور مقراً له ادى الى اقامة نهائيات سابقة للاندية ابطال الدوري في هونغ كونغ على ملعب للكريكيت وسط حضور جماهيري باهت في مدينة لا تعرف عن كرة القدم الا اسمها. ويذكر ان فيلابان لم يتحمس لاختيار لبنان دولة مستضيفه لنهائيات كأس آسيا للمنتخبات عام 2000 التي حصل عليها العرب بعد ان وحدوا اصواتهم في الاتحاد الآسيوي، ومرد عدم الحماس يعود الى رغبته في احتضان الشرق الآسيوي لهذه النهائيات... فالغرب الآسيوي عربي بالنسبة الى فيلابان اما الشرق فهو اسيوي صرف. ان الإصلاحات في كرة القدم الآسيوية لا تكون بالانسحاب من اجتماعات الاتحاد الدولي، او بالتهديد بمقاطعة المونديال، لانها اساليب قديمة لا تنفع من لا يملك مستويات كروية رفيعة تؤهله للاخذ والرد في التأثير والمفاوضة. الاصلاحات تبدأ من مقر الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور، حيث يقود امانته العامة منذ 21 سنة الماليزي بيتر فيلابان بتخبط واضح ومن دون أي اضافة الى مستوى اللعبة.