القاهرة - "الحياة" - صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر، ضمن سلسلة "المشروع القومي للترجمة"، ترجمة وافية لرحلات الرحالة التتري عبد الرشيد ابراهيم، قام بها كل من الدكتور احمد فؤاد متولي والدكتورة هويدا فهمي، وذلك تحت عنوان "العالم الاسلامي في اوائل القرن العشرين". ويتناول الكتاب رحلات عبد الرشيد ابراهيم في بلاد الاسلام وشرق آسيا. وبسبب السنوات العديدة التي قضاها عبد الرشيد ابراهيم في رحلاته واستغرقت معظم حياته، اطلق عليه بعض المؤرخين لقب "ابن بطوطة التتري". ولد في العام 1850 في كارا في ولاية توبولسك في سيبيريا، وتلقي تعليماً "دينياً"، ثم رحل الى استانبول لطلب العلم، ومنها الى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وهناك قابل الامام شامل الذي قاوم الغزو الروسي لوسط آسيا، فألهب حماسه لنشر العلم في المنطقة كوسيلة لمقاومة الروس، واستخدم فكرة ربط الاهالي بالدولة العثمانية ليكونوا على اتصال بمسلمي العالم. واصدر نشرة "لواء الحمد" في استانبول، ورحل في العام 1887 الى مصر وفلسطين وفرنسا وايطاليا ومنها الى بلغاريا والى غرب روسيا ثم الى القوقاز وغرب تركستان، في رحلة استغرقت ثلاث سنوات، عاد بعدها الى استانبول. ومن هناك عاد الى موطنه في سيبيريا ثم توجه في العام 1907 الى تركستان الغربية وبخاري وسمرقند وقازان وكوريا والصين وسنغافورة والهند، ثم حط في نهاية هذه الرحلة في استانبول العام 1910. وبعد ذلك توجه الى طرابلس الغرب لمساعدة مسلمي ليبيا في مقاومة الغزو الايطالي، ثم ذهب الى المانيا اثناء الحرب العالمية الاولى ليعظ الاسرى المسلمين هناك الذين كان يبلغ عددهم مئة الف. وبسبب قيام الثورة الشيوعية في بلاده، طلب الذهاب الى تركستان الشرقية، ومنها عاد الى استانبول، ثم قرر اخيرا الاستقرار في اليابان لنشر الاسلام فيها وفي كوريا، ونجح في ذلك وافتتح عدداً من المساجد في هذين البلدين. واعلنت حكومة اليابان وفاة عبد الرشيد ابراهيم رسمياً العام 1944 ووصفته بأنه كان شخصية عامة تحظى باحترام المجتمع.