أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ل"الحياة" ان "المقاومة الاسلامية في لبنان لن تتخلى عن سلاح الكاتيوشا بصفته سلاحاً رادعاً يؤدي دوراً في لجم أي تصعيد اسرائيلي حيال المدنيين في لبنان". لكنه شدد على ان "المقاومة هي من ابرز دعاة التزام "تفاهم نيسان" ابريل وتعريض المدنيين لم يكن وليس خيارها". وجاء كلام نصرالله بعد تصريحات للسفير الأميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد اثر لقائه امس رئىس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية الدكتور سليم الحص، اعلن فيها انه اكد للحص "دعم حكومتي المطلق لتفاهم نيسان، وتطبيقه الكامل من كل الأطراف" راجع ص4. ورأى ساترفيلد ان "التفاهم ولجنة المراقبة المنبثقة منه يؤمّنان الآلية الأفضل والأكثر فاعلية لمعالجة التوترات وتخفيفها وحماية المدنيين في جنوبلبنان". وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة ل"الحياة" ان ساترفيلد كان ابلغ جهات لبنانية قبل يومين، انه سيحرص عقب لقاء له مع الحص، على تأكيد تمسّك بلاده بتفاهم نيسان "رداً على تأويلات لموقفنا عن ان حكومتي مع تعديل التفاهم". ونقلت المصادر عن ساترفيلد قوله في احاديث مع رسميين وسياسيين لبنانيين ان "الكثير من التحليلات ينسب الينا موقفاً او توجهاً في شأن تفاهم نيسان كأنهم لا يصدقون ما نعلنه وما نقوله من اننا مع تطبيقه كما هو". ونقل بعض من التقوا السفير الاميركي عنه قوله "اذا كان بعضهم يعتقد ان تعديل التفاهم هدفه منع اطلاق صواريخ كاتيوشا فنحن نصرّ على تطبيق التفاهم لأنه ينص على عدم جواز إطلاق هذه الصواريخ، وإذا كنا نفضّل عدم اطلاقها فان افضل طريقة لضمان ذلك هي تنفيذ التفاهم". وإذ خرج محدثو ساترفيلد بانطباع مفاده ان واشنطن تصرّ على وقف استخدام صواريخ الكاتيوشا، فان التصريحات التي ادلى بها نصرالله الى "الحياة" اشارت الى الخروق الاسرائيلية للتفاهم. وعرض الأمين العام ل"حزب الله" تفاصيل هذه الخروق "التي اقدمت عليها اسرائىل، في وقت كان لبنان السياسي والشعبي مشغولاً بقضايا داخلية. لذلك فان الحزب كان امام خيار صعب: إما الرد واما السكوت مع ما يعنيه من التسليم بأن الحكومة الراحلة في اسرائيل نجحت في توريث الحكومة المقبلة تفاهماً معدلاً". ورأى نصرالله ان "المؤسسة العسكرية الاسرائيلية ادت دوراً في الضغط من اجل ردّ واسع لأنها تعيش، منذ مدة، احتقاناً بلغ ذروته خلال الانسحاب المذل لميليشيا جيش لبنانالجنوبي العميلة من جزين". وأكد ان المقاومة "تعمدت الردّ التدريجي من اجل تنبيه الجميع الى اخطار الخروج الاسرائيلي على التفاهم، لكن ذلك لم يجدِ، لذلك جاء الرد الأخير وتبعه الامتناع عن الدخول في دوامة التصعيد لأن الظرف في اسرائيل انتقالي". ويعني ذلك من وجهة نظر نصرالله "ان الحزب مصرّ على المعادلة نفسها، وهو يستقبل الحكومة الاسرائيلية بها، اي بحقه في المقاومة وبعدم تنازله عن قدراته الردعية". وفي القدسالمحتلة أ ف ب اعلن ناطق عسكري ان مروحيات اسرائيلية هاجمت اهدافا شمال "الشريط الحدودي".