لم تهدأ تفاعلات الاحداث التي شهدتها إيران قبل أيام. واستمر المحافظون والاصلاحيون في تبادل الاتهامات بشكل غير مباشر. واشار بيان لوزارة الاستخبارات الايرانية الى ان التحقيق مع المعتقلين نتيجة الاحداث الأخيرة، أثبت ان بعضهم اعضاء في منظمات ايرانية محظورة تدربوا في واشنطن وأنقرة على زعزعة الأمن في بلادهم. ودان أحد أبرز النواب المحافظين دور حكومة خاتمي في الاحداث. وفي المقابل، أكدت مصادر في اتحاد طلبة جامعة "تبريز" وجود ادلة على مخطط من قبل "انصار حزب الله" لمهاجمة الطلبة في الجامعة، فيما وصف طلبة جامعة طهران المظاهر الامنية الاخيرة في الشوارع بأنها "شاذة". طهران - "الحياة"، أ ف ب - نشرت صحيفة "نشاة" الايرانية المعتدلة امس الاحد ان عدداً من طلاب جامعة طهران اعتقلوا اول من امس. واضافت ان المعتقلين اعضاء في المجلس المركزي للرابطة الاسلامية لطلاب جامعة طهران وكلية الطب. وجاء ذلك في وقت اكدت وزارة الاستخبارات الايرانية التي يسيطر عليها المحافظون ان عدداً كبيراَ من الذين اعتقلوا في الاضطرابات الاخيرة، يقيمون علاقات مع مجموعات معادية للثورة متمركزة في الخارج. واضافت الوزراة في بيان ان "هؤلاء مرتزقة عملاء، كانوا يتلقون أموالاً من الخارج وبعضهم زار تركيا والولايات المتحدة" لتلقي تدريبات على اعمال تؤدي الى زعزعة الأمن في بلادهم. وأضاف البيان ان بعضهم اعترف باستلام مبالغ كبيرة كانت تحول لحساباتهم في ايران. وللمرة الأولى منذ بداية الازمة قبل عشرة ايام، دان عضو نافذ في التيار المحافظ "دور الحكومة" في الاضطرابات. وقال النائب محمد جواد لاريجاني وهو ابرز شخصيات التيار المحافظ، ان "الغريب هو دور الحكومة في هذه الاضطرابات لأن مقربين منها لعبوا دور استفزاز وتشجيع في الوقت نفسه". وفي تعليق نشرته صحيفة "ابرار" المحافظة امس، أكد لاريجاني ان "الحكومة فضلت تصفية حساباتها مع الشرطة بدلاً من التعاون مع قوات النظام". واتهم النائب الفصائل القريبة من الرئيس خاتمي بتأجيج الاضطرابات لأهداف سياسية. واضاف ان "الصحف القريبة من الرئيس وبعض مستشاري رئيس الدولة شجعوا بوضوح المتظاهرين"، مؤكداً أن "هذه الفصائل جرت الحكومة الى فخ". اتصالات طلابية ودعت اللجنة المنبثقة عن طلاب جامعة طهران الطلاب كافة الى تعليق تظاهراتهم الى حين انتهاء المحادثات التي تجريها مع الجهات المعنية. وكشفت اللجنة الطلابية في بيان وزعته امس انها ستلتقي كلاً من مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامئني والرئيس محمد خاتمي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، لعرض مطالب الطلبة والوصول الى نتائج مرضية بشأنها. ودعا البيان الى اطلاق سراح ألف وأربعمئة طالب كانت قوات الأمن والشرطة اعتقلتهم عقب الاحداث الأخيرة ورفع المظاهر الأمنية "الشاذة" التي تسود الشارع الايراني. ورغم عودة الهدوء الى هذا الشارع، ما زال الصراع على أشده. فبعض المصادر المقربة من التيار المحافظ تصرّ على عدم شرعية المطالب الطلابية لأنها "ليست من شأن الطلبة"، كون بعضها يطالب بعزل المديرالعام للشرطة هدايت ظريفيان وإلحاق مسؤوليات هذا الجهاز بوزارة الداخلية دون قيد أو شرط، اضافة الى اعادة فتح صحيفة "سلام" الاصلاحية. من جهة اخرى، تعتقد المصادر المقربة من التيار الاصلاحي ان ثمة حملة يشنها المحافظون من اجل تشويه صورة الحركة الطلابية من خلال الادعاء بأن الطلبة تلقوا بياناً اصدرته "منظمة مجاهدين خلق" المعارضة تدعوهم فيه الى الاستمرار بالاعتصام.