لندن - "الحياة" - كما كان متوقعاً، ها هو موعد عرض فيلم ستانلي كوبريك الأخير "عيون مغلقة على اتساعها" يقترب حثيثاً، بل ان النقاد الاميركيين شاهدوه في عرضه العالمي الأول بالفعل، في الأسبوع الفائت. وللمناسبة، تعود حمى الحديث عن كوبريك الذي رحل عن عالمنا قبل شهور قليلة بعد أيام فقط من مشاهدته لنسخة الفيلم الأولى وإبدائه رضاه عنها. ولئن كانت الصحافة قد تحدثت عن صاحب "اوديسا الفضاء" و"البرتقال الآلي" طويلاً في الأيام التي تلت رحيله، ها هي تتحدث عنه مجدداً اليوم لمناسبة عرض الفيلم. ويقينا انه سيكون موضوع حديثها لجزء كبير من فصل الصيف. غير ان الأهم من هذا، ما انفردت به صحيفة "التايمز"، حيث نشرت على مدى ثلاثة أيام متتالية فصولاً من كتاب عن كوبريك وضعه الكاتب فردريك رافائيل، وسوف يصدر في لندن بعد ايام قليلة بعنوان "الحديث عن كوبريك"، كما نشرت مقالاً مطولاً كتبه مايكل هير، الذي شارك كوبريك في كتابة سيناريو "سترة معدنية كاملة" قبل اكثر من عشرة أعوام. من نص هير ومن الفصول المنشورة في كتاب رافائيل الذي بدوره شارك كوبريك كتابة سيناريو فيلمه الأخير "عيون مغلقة على اتساعها" يطلع في الحقيقة صورة لكوبريك مختلفة تماماً عن الصورة التي رسمتها له الصحافة لدى موته، وقبل ذلك. فبالنسبة الى الكاتبين المقربين من المخرج الكبير، لم يكن هذا الاخير منطوياً ولا نافراً من الناس، ولا في منأى عما يحدث في العالم، بل كان قريباً من اصدقائه وان كان يفضل دائماً استخدام الهاتف والفاكس للتحدث اليهم. وكان يتحدث مع الواحد احياناً طوال 7 أو 10 ساعات. كما انه كان يشاهد الأفلام الجديدة كلها ويتابع احداث العالم. لكنه كان في المقابل متشدداً في عمله ومتطلباً، وصاحب افكار تجديدية وعصرية دائمة. وهو لم يكن يأبه لا للمال ولا للاختلاط، ولا للمظاهر الاجتماعية. كل ما يهمه كان عمله وأفلامه التي يحلم بإنجازها وأصدقاؤه. ويتندر رفائيل بكيف ان كوبريك استدعاه الى منزله وطلب منه ان يكتب له سيناريو الفيلم دون ان يحدثه عن اجره. بل انه دهش حين قال له رافائيل انه لن يكتب كلمة قبل توقيع العقد.