نيويورك - "الحياة" - هل يتحول جزء من سيرة حياة المخرج ستانلي كوبريك الى فيلم سينمائي؟ لا شيء تقرر حتى الآن، لكن مخرجاً اميركياً آخر اسمه ايفن ستانلي، هو ستانلي دونن، صاحب بعض كلاسيكيات الكوميديا الموسيقية في الخمسينات والستينات، ومقلد هتشكوك الاول في "شاراد" ابدى رغبته في ان يحقق فيلماً سينمائياً، ليس عن حياة صاحب "البرتقال الآلي" و"اوديسا الفضاء" تماماً، ولكن فقط عن السنوات الاخيرة من حياة كوبريك، الذي عاش اربعين سنة شبه منعزل في بريطانيا، وخلف بعد موته فيلمه/ الوصية "عيون مغلقة على اتساعها". والفيلم الذي ينوي دونان تحقيقه هو اشبه بحكاية تروي كيف كتب وصور زميله العبقري فيلمه الاخير هذا، وكيف مات بعد ان انجز نسخته الاولى تماماً. ومن المفروض ان يستند فيلم دونن، بالتحديد، على كتاب كان صدر قبل شهور بعنوان "عيون مفتوحة على اتساعها" كتبه فردريك رافائيل، الذي شارك كوبريك كتابة فيلمه الاخير اقتباساً عن "حكاية حلم" للنمسوي شنيتزلر. في ذلك الكتاب حكى رافائيل كل شيء: لقاءاته مع كوبريك، قلق هذا الاخير، لحظات صمته ولحظات جنونه، كما حكى حكاية تصوير الفيلم. وحين قرأ دونن الكتاب اولع به على الفور، وفكر شهوراً قبل ان يرى انه يمكن ان يحول الى فيلم، ثم فكر شهراً آخر قبل ان يقرر ان فردريك رافائيل نفسه يمكن ان يقوم في الفيلم بدور كوبريك، لوجود شيء من التشابه بين الرجلين. ورافائيل سبق له ان مثل في فيلم غير مهم دوراً قصيراً. المشكلة الآن هي ان شركات الانتاج الكبرى ليست متحمسة لتمويل فيلم عن تصوير فيلم هو نفسه لم يحقق النجاح المطلوب، ناهيك بأن اسم ستانلي دونن نفسه يثير الحذر، لأن الرجل البالغ الآن الخامسة والسبعين، لم يحقق سوى فيلم واحد خلال العقد ونصف العقد الاخير. من هنا السؤال الملح: هل حقاً سيمكن لمثل هذا الفيلم، الذي يحلم به محبو كوبريك منذ الآن، ان يرى النور حقاً؟