اذا كان "فيلمه" الذي لم يحققه ابداً عن نابوليون، شكل على الدوام حلم ستانلي كوبريك المستحيل، فإن المخرج الأميركي الذي حلّ في بريطانيا قبل شهور، كانت لديه احلام عديدة اخرى، بعضها كان يبدو اقل استحالة من نابوليون. من بين هذه "الأحلام" فيلم "ذ. إ" أو الذكاء الاصطناعي الذي كان في طريقه ليحققه بعد فروغه من "عيون مغلقة على اتساعها" لولا ان الموت فاجأه حال انتهائه من هذا الفيلم الأخير. "ذ. إ"، كان في مداولات كوبريك يحمل اسماً رمزياً هو "بينوكيو"، وهو كان يعمل على كتابته والتحضير له منذ سنوات، وحتى قبل أن يشرع في تحقيق فيلمه الأخير. السيناريو، الذي قطع كوبريك في كتابته شوطاً كبيراً، مأخوذاً عن رواية خيال علمي برابان آلديس، تتحدث عن علاقة صداقة بين فتى "اندرويد" اي مصنع جينيا ودب/ دمية يتمتع بعقل هائل الذكاء. وذلك على خلفية مناخ مستقبلي حار يؤدي الى ذوبان الثلوج القطبية ما يغرق نيويورك تحت مياه البحار. وتصبح الاشغال اليومية محصورة بالأناس الآليين. وكان كوبريك قد طلب من الكاتب آرثر سي. كلارك صاحب "أوديسا الفضاء" ان يكتب له نسخة من السيناريو يؤسس عمله عليها. هذا المشروع ظل كوبريك يعمل عليه حتى رحيله، وخاصة حين كلف الكاتبة سارا متيلاند بكتابة معالجة له. وأعدّ له العديد من الرسوم والتصميمات. واليوم، لكي لا يموت هذا المشروع، تقول اخبار هوليوود ان ستيفن سبيلبرغ، في طريقه لشرائه، لكي يتولى تحقيقه بنفسه ومن انتاجه ما ان ينتهي من تحقيق مشروعه المقبل "مذكرات غيتا". فكيف ستكون النتيجة لو تحقق هذا؟ -