اعلنت باكستان امس انها تصدت لهجوم هندي امس قرب خط الهدنة بين البلدين، فيما قالت الهند انها اجبرت المقاتلين الكشميريين على التراجع في اتجاه خط الهدنة، وان 221 جندياً باكستانياً قتلوا في الهجمات التى تشنها قواتها في الشطر الهندي من كشمير. وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني العميد راشد قريشي ان "القوات الهندية حاولت ان تقترب من بعض المواقع الباكستانية، لكن تم صدها وتكبيدها بعض الخسائر". وجدد تهديده بضرب اي طائرة هندية تحاول خرق الاجواء الباكستانية. كما نفى تدخل الجيش الباكستاني في عمليات بعيداً عن خط الهدنة. ولاحظ الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية امس ان التطور اللافت هو حجم الاصابات في اوساط المدنيين، اذ قتل بسبب القصف الهندي خلال شهر ايار مايو الماضي ما لا يقل عن 22 شخصاً واصيب 58 آخرون بجروح. ودعت الوزارة المجتمع الدولي الى التركيز على كشمير انطلاقاً من اهميتها للسلم على الصعيدين العالمي والاقليمي. في غضون ذلك، اكدت مصادر باكستانية ل "الحياة" ان الهند دفعت آلافاً من قواتها الى مسرح العمليات في كارجيل ودراس لتعزيز مواقعها المحاصرة في مرتفعات سياجن منذ حوالي الشهر. واوضحت ان تقريراً قدمه اخيراً جهاز الاستخبارات الهندية "راو" للقيادة السياسية في نيودلهي حذر من استراتيجية جديدة للمقاتلين الكشميريين تتضمن السعي لمحاصرة ألف جندي هندي في سياجن وأسرهم، ما سيجعل باكستان في موقع اقوى في اية مفاوضات مقبلة. وفي نيودلهي، ابلغ الناطق باسم الجيش الهندي الكولونيل بيكرام سينغ مؤتمراً صحافياً ان "عملياتنا في قطاع كارجيل، الذي يهدف الى طرد العدو من الجيوب التي تسلل اليها، تسير طبقاً لخطط العمليات على نحو ثابت ومدروس". وقال بيان هندى "أحصينا ارقام الخسائر في الارواح التى تكبدها العدو بالاستناد الى ما وصلنا من معلومات كثيرة". واضاف ان "الجيش الباكستاني تكبد حتى الآن 221 قتيلاً". وزاد بأن ارقام القتلى بين المسلحين المتوارين في الشطر الهندي من كشمير "يجري التأكد منها" وستعلن في الوقت المناسب. وجاء التصعيد الهندي في اعقاب رفض القبول بالموعد الذي اقترحته اسلام اباد لزيارة وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز الى نيودلهي التي كانت مقررة امس. لكن نيودلهي ذكرت انها ستعطي موعداً آخر لم تحدده بعد. ويبدي بعض الاوساط مخاوف من ان تفضي زيارة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الى الصين في 28 الشهر الجاري الى تصعيد التوتر بين الهندوباكستان، آخذة في الاعتبار ان الاخيرة تتمتع بعلاقات متينة مع بكين بينما يشوب التوتر والحذر العلاقات بين الصينوالهند. ويرى المراقبون ان التنسيق في المواقف بين اسلام ابادوبكين سيفاقم التوتر، خصوصاً ان بكين استقبلت اخيراً قائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز مشرف بينما كانت المعارك تدور على الارض بين القوات الهندية والمقاتلين الكشميريين. من جهة اخرى، قال سلطان محمود الزعيم السياسي لمنطقة كشمير الباكستانية آزاد الحرة ان اطلاق نار مكثف وقع عبر خط وقف النار بين الهندوباكستان واجبر 100 الف شخص على النزوح من منازلهم. واعاد التذكير بالموقف الرسمي الباكستاني المطالب بتدخل دولي لاحتواء الوضع المتازم مع الهند. واعتبر في حديث صحافي ان تاريخ العلاقات بين البلدين لا يسمح بكثير من التفاؤل حيال حل المشاكل العالقة عبر الحوار الثنائي.