وقعت شركة "تيليه ده سيك" الأميركية أول من أمس اتفاقاً مع مجموعة الخدمات الفضائية "لوكهيد مارتن" لتنفيذ احدى المراحل الرئيسية في مشروعها الرامي الى انشاء شبكة ضخمة من الأقمار الاصطناعية لتوفير خدمات اتصالات فضائية توازي خدمات الألياف الضوئية في مجال التشبيك وانترنت والمؤتمرات التفاعلية والحية. ويشارك في تمويل المشروع الذي يطلق عليه اسم "انترنت الفضائية" وتقدر كلفته الاستثمارية بنحو تسعة بلايين دولار أميركي رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال وبيل غيتس رئيس شركة مايكروسوفت وغريغ ماكاو أحد رواد صناعة الهاتف الخليوي في الولاياتالمتحدة، فضلا عن شركتي "موتورولا" و"بوينغ". وقال روجر ناياس مدير الاتصالات والعلاقات العامة في شركة "تيليه ده سيك" التي تتخذ مقرها في سياتل ولاية واشنطن ل"الحياة" أن الاتفاق يدخل في اطار تنفيذ مرحلة مهمة من المشروع الذي يتضمن وضع 288 قمراً اصطناعياً في مدارات منخفضة حول الكرة الأرضية لتوفير خدمات اتصالات ذات سعة كبيرة الموجة العريضة بسرعة 500 ميغابت في الثانية. وبموجب الاتفاق الذي لم يكشف النقاب عن تفاصيله المالية ستضع شركة "لوكهيد مارتن" جزءاً كبيراً من مجموعة الأقمار الاصطناعية في مدارات حول الكرة الأرضية باستخدام الصاروخ "بروتون ام" والصاروخ الجديد "أطلس 5" على أن يتم وضع الأقمار الباقية في مداراتها عن طريق شركات خدمات فضائية أخرى يصار الى اختيارها في وقت لاحق. ونص الاتفاق على قيام "لوكهيد مارتن" بثلاث رحلات لكل من الصاروخين المذكورين وخيارات تمنح "تيليه ده سيك" الحق في التعاقد على خمس رحلات اضافية لكل صاروخ، ومن المقرر أن يحمل الصاروخ الواحد في كل رحلة عددا من الأقمار الاصطناعية لنشرها في مدارات منخفضة تقع على ارتفاع 1375 كيلومتراً عن سطح الكرة الأرضية. ويشار الى أن الأقمار الاصطناعية الخاصة بمشروع "انترنت الفضائية" تختلف عن أقمار الاتصالات التقليدية لجهة أنها أصغر حجماً وقادرة على التخاطب مع بعضها بعضاً من جانب وبينها والمحطات الأرضية من جانب آخر علاوة على أنها ستكون متحركة لتأمين تغطية كاملة للكرة الأرضية. وتقدر كلفة القمر الاصطناعي الواحد بنحو 20 مليون دولار. وأعلنت "تيليه ده سيك" في الوقت نفسه التوصل الى اتفاق مع شركة "موتورولا" في شأن تصميم وتصنيع الشبكة الفضائية وعناصرها، وجاء الاتفاق بعد عملية اعداد استغرقت سنة كاملة ولكن تنفيذه اشترط منح "تيليه ده سيك" فترة ثلاثة أشهر للتأكد من أن المقترحات المقدمة من قبل "موتورولا" في هذا الشأن تستجيب لمتطلباتها، ومن المفترض نشر تفاصيل الاتفاق والتصميم النهائي للشبكة بعد انتهاء فترة التقويم. وقال ناياس أن الاتفاقين يمثلان "خطوتين عمليتين مهمتين في مسار اخراج مشروع انترنت الفضائية الى النور وأضاف أن هاتين الخطوتين اعطتا زخماً قوياً للمشروع الذي يشارك في ادارته خبير الاتصالات الفضائية سامي هنيدي الذي عينته "تيليه ده سيك" أواخر العام الماضي في منصب نائب رئيس لشؤون أنظمة الاتصالات في المشروع. ولفت مسؤول العلاقات العامة الى أن "تيليه ده سيك"، وهي شركة ذات ملكية خاصة، اجتذبت أخيراً مساهمات سهمية جديدة رفعت استثماراتها الى 1.5 بليون دولار لكنه امتنع عن الكشف عن هوية المستثمرين الجدد، مرجحاً أن يتم ذلك بعد فترة التقويم.