نفّذت في معظم المناطق اللبنانية اعتصامات لمناسبة "يوم الأسير اللبناني" الذي صودف امس، وصدرت مواقف رسمية تؤكد العمل على إطلاق الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائىلية. وأكد رئيس الجمهورية أميل لحود في "يوم الأسير اللبناني" امس "ان عودة الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائىلية الى أهلهم ووطنهم هي في أولوية اهتمامات الدولة التي لا يمكن ان ترتاح ما بقي لبناني واحد محروماً الحرية في سجون العدو الاسرائىلي". وشدّد على "ان المجتمع الدولي يشهد على ممارسات اسرائيل حيال المعتقلين اللبنانيين وبينهم الاطفال والنساء والشيوخ، ومنهم من قضى بسبب سوء المعاملة والتعذيب في معسكرات الاعتقال والسجون، ما يشكل انتهاكاً فاضحاً لأبسط حقوق الانسان والقوانين والمواثيق الدولية". والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في المجلس امس، قبل بدء جلسة مناقشة الموازنة، وفي حضور رئيس الحكومة سليم الحص، وفداً من الهيئة الوطنية للمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائىلية، قدّم اليه وردة وبطاقة تتضمن معلومات عن ثلاثة أطفال بين الأسرى والمعتقلين هم: خنجر شعيب وحسين عقيل وعلي توبة. وتحدث أحد أعضاء الهيئة، مشدداً على "تحرير الأرض، والقيام بأوسع حملة من أجل اطلاق الأسرى والمعتقلين". وتتضمن البطاقة التي سلّمت الى بري والحص والوزراء والنواب مع ورود في المناسبة صيغة احتجاج على اعتقال الاطفال وانتهاك اسرائيل حقوق الانسان، ومطالبة بضمان شرعة حقوق الطفل. وقال بري أمام الوفد "ان المقاومة بدأت في الجنوب وكان اللبنانيون مختلفين عليها، بينما كان العدو الاسرائىلي متفقاً على احتلاله أرضنا. أما الآن فانقلبت الامور. نحن الآن والحمد لله رئيساً وحكومة ومجلساً نيابياً وشعباً، يد واحدة حول المقاومة، فيما الاسرائىليون مختلفون على بقاء احتلالهم. وأكبر تأكيد ليس فقط في الاعتداءات الاسرائىلية السابقة، بل وبالامس عندما حصل العدوان الاخير، اذ لم يكن في المستطاع التفريق بين موقف المسؤولين وموقف المقاومة في الجنوب، هذا التعبير هو نفسه حيال شعور أهلنا وأطفالنا في معتقل الخيام". وقال "ان الطفل خنجر شعيب هو أحد ابنائي وأحد اعضاء مجموعاتنا المعتقلين، وعندما ذهبت والدته لتتفقّده سجنوها، ونحن دائماً نسعى في كل المحافل الدولية من اجل الافراج عنه وعن باقي اخوته المعتقلين. وفي هذا الموضوع ايضاً، أقول باسم فخامة الرئيس ودولة رئيس الحكومة والمجلس النيابي والشعب اللبناني اننا جميعاً جنوباً دُر". ونفّذ امس اعتصام حاشد لمناسبة "يوم الأسير اللبناني"، بدعوة من لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين، أمام مبنى الأممالمتحدة اسكوا في وسط بيروت في مشاركة الوزير عصام نعمان ممثلاً رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، ورئيس الاتحاد العمالي العام الياس ابو رزق وحزبيين وممثلين عن المنظمات المعنية بحقوق الانسان. وتلا الأسير المحرر نبيه عواضه نص رسالة وجهتها لجنة المتابعة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والى الامين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد، طالبت المجتمع الدولي باقفال معتقل الخيام وإطلاق كل المحتجزين البالغ عددهم 170، 128 منهم في الخيام وهم يعانون أوضاعاً صحية سيئة، وبخاصة سليمان رمضان الذي قاد الاسبوع الماضي محاولة فرار مع رفاقه، و42 منهم في سجون الداخل على رأسهم سمير القنطار وأنور ياسين الذي ينفّذ حكماً لمدة 30 سنة، اضافة الى عدد من المطالب". وقال الوزير نعمان ان "الحكومة تقف الى جانب المقاومة العسكرية والمقاومة المدنية". وأكد "الدعم المطلق لجهود لجنة المتابعة الرامية الى اقفال معتقل الخيام واطلاق الأسرى كافة. ونفّذت أمام مقار للقوات الدولية في صور والصليب الاحمر الدولي في النبطية وعاليه وزغرتا وبعلبك، وألقيت كلمات من وحي مناسبة يوم الأسير. وفي طرابلس اعتصم كثر أمام مركز الصليب الاحمر الدولي بينهم ممثلون للجنة المتابعة ولجنة الاسير يحيى سكاف ولجنة المعتقل السياسي جورج ابراهيم عبدالله في فرنسا. ووجّهت والدة سكاف رسالة الى الصليب الاحمر الدولي ناشدته فيها الكشف عن مصير ابنها المعتقل منذ 21 عاماً وتنفي اسرائيل وجوده لديها على رغم مشاهدة أسرى محررين كثر له. وأعرب الأسير سمير القنطار في رسالة وجهها الى عائلة سكاف عن تضامنه معها في "محنتها القاسية"، مبدياً "استعداده للتحرّك من جانبه للكشف عن مكان احتجاز سكاف وكشف الحقيقة التي يخفيها عدوّنا المجرم من دون وازع أو ضمير". وعلى الصعيد الميداني، أنهت لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل النظر في 37 شكوى لبنانية واسرائيلية ليل اول من امس، فرحبت بالتزام رؤساء الوفود وحكوماتهم التفاهم والعمل على حماية المدنيين وخفض التوتر. واعتبرت ان استئناف عملها "يساعد على فتح صفحة جديدة على أمل تعزيز التفاهم والمساهمة ايجاباً في الجهد الاوسع للسلام في المنطقة". وأقرّت الشكاوى اللبنانية والاسرائىلية ودانت الطرفين معتبرة ان تدمير البنى التحتية واطلاق الكاتيوشا خرق للتفاهم. ودهمت قوة اسرئىلية امس عدداً من المنازل في بلدة عيتا الشعب، واعتقلت محمد موسى رضى 22 عاماً واقتادته الى مركز التحقيق في صف الهوا. وفي موضوع سرقة اسرائيل للتربة اللبنانية في سهل الدرداره، عُلم ان القوات الدولية أوفدت فريقاً الى المنطقة للتقصي.