أكد رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص ان لا جديد في شأن الاتصالات الخاصة ببلدة أرنون التي دخل احتلالها الجديد - القديم يومه الثامن، في حين تبدد اللغط الذي أثاره الالتباس في بيان لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل في شأن احتلال البلدة وعبوات المقاومة بالقرب منها، بعد الموقف الذي صدر عن رئيس الجمهورية أميل لحود اول من امس. فقد جدّد الرئيس الحص موقف لبنان من احتلال اسرائيل لبلدة أرنون، وقال "انه ثابت ولن يتغير"، لافتاً الى ان "ما من جديد طرأ على الاتصالات الجارية في شأنها". وكانت قوات الاحتلال و"جيش لبنان الجنوبي" الموالي لها واصلت اعمال التحصين والتدشيم داخل أرنون، خصوصاً الموقع المحدث في محيط منزل ناصر علوية الذي طرد وعائلته من البلدة. وشوهدت صباح امس جرافة كبيرة تعمل على تدشيم الموقع، وعناصر من "الجنوبي" يصبّون الاسمنت حول الاسلاك الشائكة على المدخل الغربي لأرنون تخوفاً من اي تظاهرة طالبية لاقتلاع هذه الاسلاك على غرار ما حصل في 26 شباط فبراير الماضي، اضافة الى حفر خنادق. وتقدمت قوة مشتركة من الاسرائىليين و"الجنوبي" الى اطراف البلدة. وكانت ثلاثة انفجارات دوّت ليل اول من امس داخل أرنون تبيّن انها ناجمة عن تفجير القوات الاسرائىلية صخوراً قرب المدرسة الرسمية وعلى الطريق التي تسلكها الآليات الاسرائىلية نحو قلعة الشقيف. وفي هذا الاطار، أكدت لجنة الشؤون الخارجية النيابية، بعد اجتماعها امس برئاسة النائب علي الخليل، ان "كلام رئيسي الجمهورية والحكومة بددا الالتباس الذي نشأ في بيان لجنة المراقبة وأكد شرعية المقاومة ورفض ارسال الجيش الى أرنون والترتيبات الامنية، وأكد تلازم المسارين اللبناني والسوري. واعتبرت ان العبوتين اللتين زرعتهما المقاومة لجنود العدو قرب أرنون "ليستا خرقاً للتفاهم". موقف "حزب الله" وقال النائب ابراهيم أمين السيد حزب الله بعد لقائه الرئيس الحص في قصر بسترس "ان توضيح رئيسي الجمهورية والحكومة عن بيان لجنة المراقبة كان كافياً لجهة الامر المتعلق بالمفاوضات الثنائية، ولكن لجهة تقييد المقاومة واجراء تعديل معين كانت هناك نقطة شكلت مكسباً سياسياً للجانب الاسرائىلي وهو اعتبار ان العبوات التي استهدفت الجنود الاسرائىليين خرق لتفاهم نيسان وهذا أمر يحتاج الى توضيح". وقال رئيس المجلس السياسي ل"حزب الله" النائب محمد رعد "ان آذان الحكم أصغت لما طرحناه، وهذه ميزة نسجلها للعهد ولرئيسه". وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي في ساحة النجمة ان "كلام الرئيس لحود في جلسة مجلس الوزراء "بدّد الالتباسات وأكد الموقف الرسمي الذي لا يترك مجالاً للاجتهاد والتأويل ويحصّن لبنان ضد محاولات الاستدراج والابتزاز، وهو الكلام الحاكم على الموقف اللبناني داخل لجنة التفاهم وخارجها". ودعا الى "اليقظة الدائمة والحذر من الأفخاخ الاسرائىلية والاميركية". وتابع ان المندوب اللبناني في اللجنة العقيد ماهر الطفيلي "وهو يتصدى بروح وطنية عالية نقدّرها لمهمة بالغة الحساسية، نراهن على دقته وجدارته لتحمّل هذه المسؤولية ونؤكد التعاون معه الى أبعد الحدود". وعلمت "الحياة" ان اتصالات اجريت بين الحكومة ومسؤولين في "حزب الله" اول من امس، بعيداً من الأضواء، أبدى خلالها الحزب ارتياحه الى توضيح الصورة الملتبسة في شأن بيان "لجنة المراقبة"، وترتب على ذلك تمنٍ من الحزب على وسائل الاعلام تجاوز التصريحات التي انتقدت الموقف اللبناني في اللجنة. وجدّد سفير بريطانيا في لبنان ديفيد روس ماكلينن، بعد لقائه الحص "أسف بلاده لاعادة احتلال بلدة أرنون الذي نعتبره خطوة رديئة الى الوراء". وقال "نحن قلقون خصوصاً لوقوع هذا الاحتلال على المدنيين". واعتبر "ان اجتماع لجنة المراقبة الاخير كان بناءً وايجابياً". على صعيد آخر، ذكر وافدون من الشريط الحدودي ان قوات الاحتلال دهمت بلدة أم التوت الواقعة بين يارين ومروحين في القطاع الغربي واعتقلت عبدالله محمد عبيد 55 عاماً وحسن علي سيف 25 عاماً واقتادتهما الى معتقل الخيام. وكانت اعتقلت قبل عشرة ايام شقيق سيف واسمه عاطف 20 عاماً، وأودعته سجن الخيام. وقابل امس 23 من أهالي المعتقلين، تسعة من ابنائهم في سجن الخيام، وهم: علي محمد غنوه ونمر حسين نداف ومجيب محمود ترمس وكرم موسى مصطفى وحسين مقشر وسميرة شرف الدين واسماعيل وحسن نبعة ورباح ابو فاعور. "يوم الأسير" وفي قصر ال"يونيسكو" في بيروت، أقيم امس احتفال لمناسبة "يوم الأسير العربي" في السجون الاسرائىلية والذكرى الحادية والعشرين لاعتقال الاسير اللبناني سمير القنطار، في رعاية الرئيس لحود ممثلاً بالوزير عصام نعمان وتنظيم لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائىلية. وقال القنطار، في رسالة هرّبت من سجنه في نفحة ألقاها شقيقه بسام، "اليوم يبزغ الفجر ومعه يبدأ العام الواحد والعشرون من رحلة عشق الايمان بالمستقبل الحافل بالحرية والنصر. عشرون عاماً مضت ووجوه الاهل والاصدقاء بعيدة لا نراها وتضاريس الوطن تحوّلت حلماً نتساءل يومياً هل نلقاها". واضاف "عشرون عاماً صبرنا وتبقى الامنية ان يقترب اليوم الذي يتحرر جنوبنا ويخرج لبنان من سجنه، في هذا اليوم سيكون لحريتنا طعم آخر". ودعا الوزير نعمان الى "تحويل يوم الاسير حملة عربية ودولية واسعة لضمان احترام حقوق الانسان في كل مكان، والى اطلاق حملة انسانية للافراج الفوري عن كل المعتقلين والاطفال والامهات". وطالب "بادانة قرار المحكمة العليا في اسرائيل لاعتبارها المحتجزين رهائن للمساومة والمقايضة". ودعا الى "تنظيم مؤتمر دولي في رعاية الاممالمتحدة لمناقشة مفاهيم الارهاب والمقاومة وتأليف لجنة تحقيق دولية لتفحص السجون الاسرائىلية في الداخل وفي المناطق اللبنانية". واعتبر الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني فاروق دحروج ان "الأوان آن لتنصبّ كل جهود الحكم على دعم صمود أهلنا في الجنوب وتحرير اسرانا من سجون الاحتلال". وألقى النائب عمار الموسوي كلمة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله فاعتبر فيها ان الوطن "في هذا اليوم يدين للأسرى بحريته". وقال "للمرة الاولى في تاريخ هذا العدو المليء بالاجرام يقوم التنافس في المعركة الانتخابية على قاعدة من يقدّم تصوراً أفضل لإنسحاب أسرع وبكلفة أقل من لبنان". وحيا ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، غازي العريضي "المبادرة الرسمية". ورأى "ضرورة تكامل المواقف لمنع اسرائيل من النفاد الى ما تريده". وذكر ان "القنطار لم يعد فقط عميد الاسرى اللبنانيين بل الاسرى العرب بعد إطلاق المجاهد المصري محمد السواركي". وأكد الامين العام للجنة المتابعة محمد صفا ان "ملف قضية المعتقلين الذي أعدته اللجنة بات مستنداً رسمياً في الاممالمتحدة ولجنة حقوق الانسان والجمعيات العالمية الانسانية". وطالب الحكومة والمجلس النيابي "بايلاء هذه القضية الاهتمام الذي تستحق فتكون العنوان الاول والأبرز للديبلوماسية اللبنانية".