زارت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب الخاصة في يوغوسلافيا السابقة لويزا اربور البانيا امس الاثنين في مستهل جولة تشمل ايضاً عدداً من دول منطقة البلقان، من بينها كوسوفو ومقدونيا وتهدف الى التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان التي تدخل ضمن اختصاصات المحكمة. وفي غضون ذلك حذر بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الصربية بافلي بأنه "لا يجوز معاقبة شعب بأسره بسبب الاخطاء والذنوب التي ارتكبها زعماؤه". واضاف ان غالبية الصرب "يشجبون الجرائم التي ارتكبت في كوسوفو" واوضح "رغم ان ميلوشيفيتش مسيحي لكنه انتهك القيم والمقدسات المسيحية". ووصف البطريرك بافلي في مقابلة نشرتها امس صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد، غارات حلف شمال الاطلسي بأنها "جريمة، لأن الاطلسي تجاوز الحدود التي يمكن اعتبارها مشروعة وينبغي ان تتعاقب اجيال عدة حتى تزول الاضرار على يوغوسلافيا". وانتقد قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو لانها "لا تزال تسمح باستمرار اعمال العنف التي تقوم بها جماعات البانية مسلحة في الاقليم". ودعا الى "تجريد كوسوفو من السلاح وان يضمن الحلف الاطلسي السلام" وشدد على ان يعامل الحلف سكان كوسوفو "بالمساواة". وأكد على معارضة الكنيسة الارثوذكسية الصربية تقسيم كوسوفو. واعرب عن امله في "امكان التعايش بين الصرب والالبان في الاقليم". وكان المجلس القومي للكنيسة الارثوذكسية الصربية اعلن السبت الماضي تعليق تعاونه مع البعثتين الدوليتين العسكرية والمدنية في الاقليم "حتى تتوقف اعمال العنف ضد الصرب في كوسوفو". ومن جهة اخرى، اعرب مندوب يوغوسلافيا الدائم لدى الاممالمتحدة فلاديسلاف يوفانوفيتش عن استعداد بلاده للتعاون مع مسؤول الادارة المدنية في كوسوفو برنار كوشنير "اذا كان الاخير واقعياً وغير منحاز في مهمته في كوسوفو وميتوخيا". وأفاد في تصريح الى وكالة الانباء اليوغوسلافية "تانيوغ" بأن الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي نجمت عن الغارات الجوية لحلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا "قدرت بنحو مئة بليون دولار وعلى الحلف الاطلسي ان يتحملها". وأشارا الى انه "ليس مقبولاً ربط المساعدات الاقتصادية ليوغوسلافيا بالامور السياسية". وأكد استياءه من عدم تجريد جيش تحرير كوسوفو من سلاحه، "خصوصاً بعدما اظهرت قوات حفظ السلام تسامحاً كبيراً مع الارهابيين والانفصاليين الألبان". محكمة جرائم الحرب واجرت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في مناطق يوغوسلافيا السابقة لويزا اربور محادثات امس في تيرانا مع كبار المسؤولين في الحكومة الالبانية حول الاعمال التي ارتكبت ضد الانسانية في كوسوفو. وأكدت اربور على سعي المحكمة "لمثول الرئيس ميلوشيفيتش امام العدالة". واشارت الى انها ستزور كوسوفو ومقدونيا، اضافة الى عدد آخر من دول منطقة البلقان خلال مهمتها الحالية التي ستستمر اسبوعاً. واعلن ناطق باسم القوات الدولية في بريشتينا امس ان الوحدات الخاصة الاميركية والبريطانية في كوسوفو "اعتقلت اكثر من 20 شخصاً خلال الساعات ال24 الاخيرة بتهمة ارتكاب اعمال عنف واشاعة الفوضى بين السكان". ومن جهة اخرى، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بريشتينا انها تسلمت من حكومة بلغراد "لوائح تضم اسماء 2015 شخصاً معتقلين وسجناء في صربيا".