الجزائر - رويترز - قال وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الذي يحضر اجتماعات مؤتمر القمة الافريقي الذي بدأ أعماله أمس الاثنين في الجزائر، ان الدول الافريقية تؤيد رفع العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة على بلاده منذ نحو تسع سنوات. وأضاف الصحاف في تصريحات لوكالة "رويترز": "قابلت حتى الآن ممثلي ثلثي الدول الاعضاء. غالبيتهم كانوا متحمسين ويرون اخلاقياً وسياسياً ضرورة مساندة العراق في مطلبه العادل ان يرفع الحظر". وسئل عن امكان لجوء الدول الافريقية الى كسر الحظر المفروض على العراق كما فعل كثير منها في الحظر الجوي على ليبيا فقال: "انا مسرور جداً لأن عدداً كبيراً من الأشقاء الافارقة، اضافة طبعاً الى الاشقاء العرب في شمال افريقيا، أبدوا استعدادهم التام للقيام بالعمل ذاته، التضامن الذي قاموا به مع ليبيا يقومون به مع العراق". لكنه أوضح ان العراق لم يطلب خرق الحظر وان ما تقدمه الدول الافريقية للعراق هو "دعم معنوي وسياسي". وقال: "هم يجدون مصلحة مشتركة لأن رفع الحصار على العراق معناه الدفاع عن ميثاق الأممالمتحدة والدفاع عن القانون الدولي، وعدم الموافقة على الانفراد عن طريق المنظمات الدولية لأنها يجب ان تكون فعلاً منظمات دولية". وتابع: "هناك فهم مشترك، وما يقدمون هو الدعم المعنوي والسياسي". وأضاف الصحاف ان العراق سيحضر المؤتمر والمؤتمرات المقبلة لمنظمة الوحدة الافريقية المؤلفة من اكثر من 50 عضواً بعد ان "قبل كضيف بفضل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة" الذي يستضيف القمة. وأكد الصحاف مجدداً ان العراق لن يقبل مناقشة امكان حل اي آليات اخرى للتفتيش عن الاسلحة المحظورة او المراقبة الطويلة الاجل في العراق محل لجنة الأممالمتحدة الخاصة التي اتهمتها بغداد بالتجسس الى ان يوافق مجلس الأمن على رفع العقوبات. وقال: "نحن نطالب برفع الحظر. عندما يقولون نحن مستعدون لرفع الحظر يبدأ الكلام. الآن ليس لدينا كلام غير المطالبة برفع الحصار". ويعاني مجلس الأمن انقساماً في شأن كيفية التعامل مع العراق منذ الهجمات الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على العراق في كانون الأول ديسمبر الماضي لرفضه التعاون مع مفتشي الأسلحة. وقال الصحاف مشيراً الى العلاقة مع المجلس: "الطريق مسدود منذ العدوان في كانون الأول الماضي، ولا يزال الطريق مسدوداً. ما لم يُدن العدوان الاجرامي الاميركي - البريطاني ويبدأ مجلس الأمن في رفع الحظر فمعناها ان الانغلوساكسون يبقون الطريق مقفولا". وأضاف: "نحن نفذنا ما طلب منا بموجب قرارات مجلس الأمن وهناك عمل دؤوب اميركي - بريطاني لمنع مجلس الأمن من رفع الحظر. نحن معتدى علينا ولم يتخذ اي قرار حتى الآن. هذا عار على مجلس الأمن". ولم تتمكن لجنة الأممالمتحدة الخاصة المكلفة إزالة اسلحة الدمار الشامل في العراق اونسكوم من العودة الى بغداد منذ سحبت مفتشيها قبيل الغارات الاميركية - البريطانية. وقال الصحاف ان اللجنة "ماتت ولكن عارها لن يموت. سيبقى عاراً اميركياً صهيونياً". ووصلت الى بغداد امس لجنة خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لازالة عينات كيماوية وبيولوجية تقول بغداد ان "اونسكوم" تركتها وراءها في العراق. وقال الصحاف: "نحن لم نقبل اطلاقاً ان يأتي اي شخص له علاقة بهذه اللجنة الجاسوسية اونسكوم. رفضنا اي شخص له اي علاقة بوكر التجسس. والآن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اختار أناساً ليست لهم علاقة بها". وسئل عن امكان توسيع لجنة الخبراء في اطار أي آلية جديدة تحل محل اللجنة الخاصة فقال: "لماذا نوسعها؟ هم جاؤوا لغرض محدد وانتهى الأمر".