سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل يتسلم باراك "الأمن" من نتانياهو ويأخذ عن رابين موقفه من المفاوضات ؟ . أميركا تؤيد إسرائيل في إخراج الكاتيوشا من الصراع وتبارك تحجيم الجهوزية الفرنسية في "لجنة المراقبة"
قال مصدر قريب من الموقف الرسمي اللبناني ان رئيس وزراء اسرائيل المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو ورث "تفاهم نيسان" أبريل لوقف النار في الجنوب عن سلفه شيمون بيريز، ويسعى الآن الى تسليم خلفه ايهود باراك نسخة منقحة عنه لصعوبة الغائه، اي انه يطمح الى ادخال تعديلات جذرية على بعض بنوده. أجرى المصدر مراجعته لمواقف كل الاطراف المعنيين بتفاهم نيسان، وقال ان باراك ونتانياهو "متفقان على فرض تعديل يطاول قواعد اللعبة الامنية والسياسية في جنوبلبنان وان الولاياتالمتحدة الاميركية ليست بعيدة من سقف المطالب الاسرائيلية على رغم ان وزير الدفاع الاسرائيلي موشي أرينز اعتبر ان التفاهم انتهى في محاولة لتكبير لائحة المطالب ليكون تدخل واشنطن لاحقاً نجاحاً في خفض بعضها". وكشف ان "واشنطن لا تريد اطاحة التفاهم، لكنها تتطلع الى اخراج سلاح الكاتيوشا من الصراع الدائر في الجنوب، وهذا ما يفسر دعوتها المستمرة الجانب الرسمي اللبناني الى مستوى معين من التهدئة وضبط النفس"، مشيراً الى ان "الموقف الفرنسي من العدوان الاسرائيلي الاخير كان واضحاً وان رد الفعل الصادر عن تل أبيب يتجاوزه الى ابعاد باريس عن اداء دور فاعل في لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان". واعتبر ان الموقف السوري الذي عبرت عنه الاذاعة السورية ومن ثم وزير الخارجية فاروق الشرع بتحميل نتانياهو "المهزوم" مسؤوليته عن العدوان بهدف احراج باراك، هو موقف طبيعي، باعتبار ان دمشق ترفض اقفال الباب امام رئيس وزراء اسرائيل الجديد ما دامت الغالبية العربية والدولية تراهن على رغبته في الوصول الى سلام في منطقة الشرق الاوسط. وأضاف "لم يكن في مقدور سورية سوى ان تقول ما قالته لئلا تتهم بأنها تسهم في تقويض الفرصة لتحريك العملية السلمية مع وصول باراك الى رئاسة الحكومة". وشدد على ان "الهم اللبناني في الوقت الحاضر اقليمي فرضته الدعوات العربية والدولية الى الترقب في انتظار حقيقة موقف باراك من محادثات السلام لمعرفة هل هناك فرق بين موقفه قبل وصوله الى السلطة وموقفه بعد تسلمه مهامه رسمياً. وتخوف من استخدام باراك بعد تشكيل الحكومة خطاباً سياسياً وأمنياً مزدوجاً يأخذ من زعيم حزب العمل الراحل إسحق رابين استئناف المفاوضات من النقطة التي وصلت اليها، في مقابل موافقته على ان يتسلم من نتانياهو الوضع الميداني المحدث القائم على تعديل تفاهم نيسان وعلى اخراج الكاتيوشا من لعبة توازن الرعب ولو في حدود معينة. واعترف المصدر "بصعوبة ستواجه باراك في حال تبنى دعوة أرينز الى الانتهاء من تفاهم نيسان، تكمن في ان التفاهم يحظى بدعم عربي ودولي وبالتالي فهو ليس على استعداد للدخول في مواجهة، خصوصاً ان واشنطن لا تود التفريط به، انما تتحرك من اجل تعديله". ورأى ان هناك تقاطعاً بين الموقفين الاميركي والاسرائيلي من المطالبة بتعديل التفاهم ووقف استخدام الكاتيوشا في المطلق. وقال "لا اظن ان باراك يتميز عن نتانياهو على هذا الصعيد. فالجميع يضغط في اتجاه العودة بالصراع العسكري الى الجنوب وعدم تخطيه الى داخل اسرائيل اياً تكن الاعتبارات والذرائع". ولم يستبعد ان "يكون للضغط الاميركي لتعديل التفاهم من ناحية وللمطالبة الاسرائيلية بصرف النظر عنه، علاقة مباشرة بتحجيم الدور الفرنسي. وهذا ما يبرر عدم استقبال كبار المسؤولين الاسرائيليين المبعوث الفرنسي الى المنطقة إيف أوبان دو لا ميسوزيير، فالادارة الاميركية لا تبدي ارتياحاً الى الجهوزية الفرنسية في لجنة المراقبة خصوصاً ان الرئيس جاك شيراك كان يسارع فور وقوع اي عدوان الى ايفاد مندوب عنه ليساهم في تهدئة الوضع". ولفت المصدر الى ان "واشنطن التي نجحت من خلال تجربة كوسوفو في تحجيم الدور الفرنسي في أوروبا، لن تقبل ببقاء هذا الدور على حاله منذ التوصل الى تفاهم نيسان بعدما كانت وافقت على اشراك باريس تحت الضغط السوري واللبناني، لأنها لا تريد لها دوراً في مفاوضات السلام في الشرق الاوسط، ما دامت خسرت المعركة في عقر دارها، خصوصاً ان البعض يتعاطى مع دور لجنة المراقبة على انه البوابة التي تتيح للاعضاء فيها البقاء على صلة وثيقة بتحريك العملية السلمية". حتى ان المصدر لا يجد في الهجوم الاسرائيلي على فرنسا ضرراً للولايات المتحدة التي ترى ان اللحظة باتت مناسبة للتخلص من عبء الموقف السياسي الفرنسي. وبالنسبة الى الموقف اللبناني، قال المصدر ان "لبنان لن يسلم بسهولة بتعديل التفاهم الذي يعني الرضوخ لمشيئة تل أبيب المدعومة من واشنطن لفرض امر واقع جديد يمكن ان يدخل في صميم المحاولات الهادفة الى انتزاع الموافقة على تغيير في قواعد اللعبة"، مشيراً الى ان "الحكومة اللبنانية تركز في اتصالاتها الخارجية والمحلية على تقطيع المرحلة الفاصلة عن تسلم باراك السلطة، وهي لذلك تتناغم مع الدعوات الى التهدئة لمنع نتانياهو من استدراج اي طرف لبناني وبالذات "حزب الله" ليوفر لنفسه ذريعة لتكرار العدوان". لكنه اعرب عن اعتقاده ان "التزام لبنان التهدئة من جهة وحماية المقاومة من جهة ثانية لن يسقط من حسابه احتمال اقدام نتانياهو على تصعيد جديد بغية اختبار رد الفعل اللبناني على المستوىين الامني والسياسي"، مشيراً الى ان "اهمية موقف رئيسي الجمهورية إميل لحود والحكومة سليم الحص يكمن في الحفاظ على التماسك الداخلي لقطع الطريق على اي تهديد للاستقرار السياسي او التعرض لدور المقاومة". وأكد ان "التنسيق اللبناني - السوري قائم وان موقف الحكومة في دعوتها الدول الى الضغط على اسرائيل لن يسمح لأحد بالدخول في مساومة معها على الثوابت التي تنطلق منها في التصدي للاحتلال"، مشيراً الى ان "خيارات "حزب الله" تبقى محدودة وقد لا يسمح لإسرائيل بفرض واقع جديد بذريعة ان ضبط النفس يتطلب احياناً التطنيش عن الخروقات الاسرائيلية".