قالت مصادر اقتصادية ان "مجموعة عثمان بن جلون" المالية المغربية عمدت خلال الايام الاخيرة الى شراء حصص اضافية في رأس مال "الشركة الوطنية للاستثمار" عبر بورصة الدار البيضاء لتعزز حضورها في ثاني اكبر مجموعة مغربية. وحسب المصادر شهدت بورصة الدار البيضاء في تعاملات اول من امس بيع 205 آلاف سهم، اي 2.3 في المئة، من رأس مال "الوطنية للاستثمار" و20 في المئة من "مصرف المغرب" الذي تملك فيه مجموعة "كريديه ليونيه" الفرنسية 51 في المئة من الاسهم. وقدرت الاوساط المالية قيمة الاسهم المتبادلة في معاملات الجمعة الماضية بنحو 200 مليون دولار في ما يعتبر اكبر عملية من نوعها تتم في يوم واحد. واستناداً الى معلومات حصلت عليها "الحياة" ان الشركة "الملكية المغربية للتأمين" تولت شراء اسهم "الوطنية للاستثمار" التي يسعى عثمان بن جلون الى ربطها بمجموعة "المصرف المغربي للتجارة الخارجية" وبالتالي انشاء اكبر مجموعة مالية تضم تحالف ثلاث قطاعات هي التأمين والمصارف والمساهمات في شركات الانتاج. وقالت المصادر ان "مجموعة بن جلون" باعت حصصها في "مصرف المغرب" بسعر 405 دراهم للسهم الواحد وشملت الصفقة بيع 1397663 سهماً بقيمة اجمالية بلغت 113 مليون دولار. وستمكن العملية "كريديه ليونيه" من تقوية سيطرته على "مصرف المغرب" كريدي دو ماروك بعد ان كان رئيس الحكومة الاسبق كريم العمراني باع سبعة في المئة من رأس المال في وقت سابق للافساح للطرف الفرنسي باستعادة السيطرة. ويعتقد محللون في البورصة المغربية ان "مجموعة بن جلون" بصدد تعزيز سيطرتها على "الشركة الوطنية للاستثمار" ثاني مجموعة اقتصادية بعد "اونا" بعد شراء 42 في المئة من رأس مال "الوطنية للتأمين". وكان "البنك المغربي للتجارة الخارجية" الذي يرأسه ابن جلون رتب قرضاً بقيمة 162 مليون يورو في سوق فرانكفورت في 14 ايار مايو الماضي لتسديد جزء من صفقة شراء حصص "الوطنية للتأمين" و"الاهلية الافريقية للتأمين" التي كانت تابعة لمجموعة "جان" الفرنسية التي تملكها مجموعة "غروباما" وقررت الانسحاب من سوق المغرب للانسجام مع القوانين الاوروبية. وتقدر مصادر اقتصادية قيمة الاسهم التي باتت في ملكية "مجموعة عثمان بن جلون" بشكل مباشر او غير مباشر بنحو عشرة بلايين دولار.