تبدي المصارف التجارية المغربية اهتماماً متزايداً بعمليات الاندماج الجارية في المصارف الفرنسية بهدف الاستفادة من إعادة تركيبة رأس مال المصارف المحلية التابعة لجهات فرنسية ولنسج تحالفات جديدة. وأعلن "بنك الوفاء" المغربي رغبته في شراء حصص اضافية تملكها جهات فرنسية في "مصرف المغرب" كريدي دو ماروك التابع لمصرف "كريدي ليونيه" الفرنسي المعروض حالياً للتخصيص في بورصة باريس. وتملّك "بنك الوفاء" الاسبوع الماضي نحو 20 في المئة من رأس مال "مصرف المغرب" عبر بورصة الدار البيضاء كانت في حوزة "البنك المغربي للتجارة الخارجية" بقيمة 130 مليون دولار، بعد أن قرر رئيسه عثمان بن جلون التخلي عن تلك الحصص لتشكيل تحالف جديد يضم "الوطنية للتأمين" و"الوطنية للاستثمار" و"المغربي للتجارة الخارجية" و"الملكية للتأمين"، وهو تحالف قيمته السوقية نحو عشرة بلايين دولار. ويسعى "بنك الوفاء" من جهته الى السيطرة على "مصرف المغرب" بعد تخصيص "كريدي ليونيه" الفرنسي والاستفادة من تحالفات قديمة فرنسية - اسبانية - ايطالية للتوسع محلياً. ويملك المصرف الذي يحتل المرتبة الرابعة مغربياً علاقات مالية مع كل من "كريدي اغريكول" الفرنسي و"بي. بي. في" الاسباني، و"اندوسويس" الفرنسي و"انتيسا" الايطالي التي تشكل النواة القوية التي ستقود لاحقاً "كريدي ليونيه" الذي طرح في بورصة باريس بسعر 25 يورو للسهم. وتراهن مجموعة الوفاء على امكانية قيام "تحالفات جديدة مع شركائها السابقين تمكنها من تملك "مصرف المغرب" على غرار ما قامت به سابقا عندما تملكت مصرف "يونيبان" الاسباني ضمن عملية توزيع الأدوار مع "بنك بلباو" الاسباني، الذي عاد وتملك سبعة في المئة من "بنك الوفاء" مطلع الشهر الجاري. وقالت مصادر من "المصرف ل"الحياة" ان "بنك الوفاء" يعزز حالياً علاقاته الدولية لتقوية مكاسبه المحلية وأنه من السابق لاوانه الحديث عن دمج أو تملك. وأشارت المصادر الى ان "الوفاء" بامكانه قيادة نواة قوية لحيازة حصص الجانب الفرنسي في "مصرف المغرب" في حال موافقة المساهمين. ويذكر ان "كريدي ليونيه" يملك 51 في المئة في "مصرف المغرب" وهي حصة يرغب "بنك الوفاء" تملكها. ويبحث المصرف منذ فترة عن تحالفات لمواجهة المنافسة التي ولدتها عملية شراء حصص "الوطنية للاستثمار" التي كانت تابعة بدورها لمجموعة "غروباما" الفرنسية. ولا يملك "مصرف الوفاء" الذي تقدر أرباحه بنحو 35 مليون دولار سنوياً تحالفات قوية على غرار "البنك المغربي للتجارة الخارجية" أو "البنك التجاري" المقرب من مجموعة "اونا". وبانتظار استكمال تخصيص "كريدي ليونيه"، تبدي مصارف مغربية أخرى اهتماماً بالخلاف القضائي بين "الشركة العامة" و"باريبا" من جهة و"بنك ناسيونال دو باري" من جهة أخرى في شأن تبادل المساهمات. وتبدو اطراف مغربية على استعداد لشراء الحصص الفرنسية في "البنك المغربي للتجارة والصناعة" التابع لمصرف "ناسيونال دو باري" و"سوسيتيه جنرال". وقال مصدر مالي ل"الحياة" ان ما يحدث في فرنسا حالياً يؤثر بقوة في تركيبة بعض المصارف المغربية، مشيراً الى أن هناك منافسة قوية بينها لامتلاك ليس فقط حصصاً بل فروعاً بالكامل استعداداً لمناخ العولمة والتمركز المالي. وتحدث المصدر عن وجود أربع مجموعات مصرفية ستتولى قيادة القطاع المصرفي المغربي في العقد المقبل هي مجموعة "المغربي للتجارة الخارجية" وتحالفاته التأمينية و"التجاري المغربي" وتحالفاته مع مجموعة "اونا" و"مجموعة الوفاء" وتحالفاتها المتزايدة للسيطرة على "مصرف المغرب" و"البنك الشعبي" الذي لا يزال تابعاً للقطاع العام وقد يتحول الى مجموعة مصارف محلية غداة تخصيصه السنة المقبلة. وفي حال تشكيل تلك التحالفات فإن عدد المصارف في المغرب قد يتقلص من 15 حالياً الى أقل من عشرة مصارف في العقد المقبل.