شددت مصر والسعودية على ضرورة إقرار السلام الشامل والعادل في الشرق الاوسط على كل المسارات، وطالبتا الحكومة الاسرائيلية الجديدة بالمضي قُدماً في عملية السلام وتنفيذ استحقاقاته وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام" والاتفاقات الموقعة على المسار الفلسطيني. واكدتا ضرورة وقف الاستيطان. وعاد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى الرياض امس بعدما أنهى زيارته الى القاهرة في ختام جولته الواسعة التي بدأها الشهر الماضي في جنوب افريقيا وشملت ايطاليا والمغرب وليبيا وسورية والاردن. وأكد الأمير عبدالله في برقية بعث بها الى الرئيس حسني مبارك بعد مغادرته القاهرة اهمية التقارب العربي - العربي والتكامل الاقتصادي. وقال: "ان همم الرجال ورباط الاخوة والتعاون الوثيق والعلاقات القوية المتميزة، مستعينين بالمولى جل جلاله، هي النبراس الذي تستمد منه المسيرة الخيّرة في علاقاتنا المشتركة صلابة المواقف وقوتها لتحقيق آمال شعوبنا العربية والاسلامية وتطلعاتها مؤمنين في الوقت ذاته بأهمية التنسيق والتقارب العربي - العربي، والعربي - الاسلامي الذي يخدم اهداف امتنا الكبرى ومصالحها". وجدّد الأمير عبدالله تأكيده "اهمية العمل والتكامل الاقتصادي من خلال آليات فاعلة لتحقيق تضامن عربي على أسس صحيحة وراسخة، فالأمم التي جمعتها مصالحها وتكتلت وتوحدت على رغم خلافاتها والفوارق الشاسعة، ليست أفضل منا ولا أقدر الا باختيار الطريق الصحيح المفضي بها الى عصر لا مكان فيه للضعفاء، انه عصر العولمة والتكتلات الكبرى والتعامل مع الآخر بأسلوب لا مكان فيه للنرجسية وقرارات فردية لا تأثير لها في زمن تستمد فيه القوة من سواعد المجموع وارادتهم". وتابع الأمير عبدالله في البرقية التي بثتها "وكالة الأنباء السعودية": "اننا اليوم في عالم اضطربت فيه الرؤى وغابت عنه مبادئ الحق والعدل والسلام، ونحن شعوب المنطقة على مر التاريخ دعاة الخير والسلام والبناء والحضارة، مستهدفين في عقيدتنا وفكرنا وأرضنا وحضارتنا، ووجدت لدى فخامتكم من الحكمة والتبصر ووضوح الرؤية تجاه ما تتعرض له امتنا العربية والاسلامية تشخيصاً للداء وتلمساً لمكامن الدواء مع اخوانكم القادة العرب والمسلمين، مما يجعلني اكثر تفاؤلاً واطمئناناً الى قدرتنا على الوصول بأمتنا الى مستقبل اكثر تفاؤلاً واشراقاً". وقال مصدر سعودي ل"الحياة" ان الأمير عبدالله ركز في محادثاته مع الزعماء العرب على لمّ الشمل وترتيب البيت العربي من داخل. وكان ولي العهد السعودي عقد والرئيس المصري امس جلسة محادثات تناولت الوضع العربي وجولة الأمير عبدالله ونتائج الاتصالات المصرية لتسوية الخلافات العربية وتحقيق المصالحة. ولفت وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الى تطابق الموقفين المصري والسعودي من عملية السلام، وضرورة التزام اسرائيل مبدأ "الأرض مقابل السلام" ووقف الاستيطان واستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني، والشروع في مفاوضات الحل النهائي على المسار الفلسطيني. وأوضح ان المحادثات المصرية - السعودية تطرقت الى المشاورات الجارية بين الدول الخمس المعنية بعملية السلام مصر وسورية والاردن وفلسطين ولبنان، وقال ان "القمة الخماسية لم تفشل بعد ولم يكن هناك موعد لعقدها. نحن بانتظار برنامج رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك وانتهائه من تشكيل حكومته"، لافتاً الى وجود اتصالات "هادئة" بين الأطراف العربية. وتابع ان "المحادثات التي أجراها الرئيس مبارك والأمير عبدالله والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين تأتي في إطار المشاورات العربية لبلورة موقف موحد من المستجدات والمواقف الاسرائيلية على صعيد عملية السلام. واصطحب مبارك الأمير عبدالله والوفد المرافق له في جولة في القاهرة، استخدما فيها قطار الانفاق، بدأت من قصر القبة في ضاحية مصر الجديدة الى جامعة القاهرة، وسط ترحيب المصريين الذين كانوا في المحطات التي عبرها القطار، ورددوا هتافات تشيد بالعلاقات بين الشعبين. وأبدى الأمير عبدالله إعجابه بمشروع قطار الانفاق، وقال إنه وسيلة "حضارية لنقل المواطنين". وبعد الجولة عقد مبارك وولي العهد السعودي جلسة المحادثات الختامية التي ركزت على دعم العلاقات بين بلديهما. واتفق وزير الخارجية المصري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على إرجاء اجتماعات اللجنة العليا، واقترحا لعقدها أوائل تموز يوليو أو بداية أيلول سبتمبر.