عاد البليونير بوريس بيريزوفسكي الى دائرة الضوء، وأكد امس انه حقق 70 في المئة من اهدافه بتشكيل الحكومة الجديدة، ودعا الى منع الحزب الشيوعي ولمح الى احتمال حل البرلمان، فيما رفض رئيس الوزراء سيرغي ستيباشين اعلان حال الطوارئ. وظل بيريزوفسكي بعيداً عن الأضواء في قصره على الساحل الفرنسي، بعد ان صدر امر بإلقاء القبض عليه بتهمة فضائح مالية، وللاشتباه في علاقته بجهاز امني خاص كان يرصد تحركات مسؤولين كبار. ويعد البليونير اليهودي المحرك الأساسي لعملية اسقاط حكومة يفغيني بريماكوف، وظهر امس للمرة الأولى في مؤتمر صحافي لينفي انه شارك في تشكيل الوزارة الجديدة. الا انه اعترف بأن "علاقات ممتازة" تربطه بابنة الرئيس تاتيانا، ومدير الديوان الرئاسي الكسندر فولوشين، وسلفه فالنتين يوماشيف. وذكر انه عقد "اجتماعات مستمرة" مع هذه المجموعة "لبحث القضايا التي تهمني وفي مقدمها السياسة". واعترف بأن "الثلاثي" يمارس تأثيراً كبيراً في اتخاذ القرار. وزاد ان تشكيل الحكومة تم في ضوء "صراع بين مجموعات سياسية وشاركت انا فيه ... وحققت اهدافي بنسبة 70 في المئة". وعلى رغم ذلك فإن بيريزوفسكي لا يرى انه كسب المعركة، اذ قال ان رئيس الوزراء سيرغي ستيباشين "ليس خياري"، وذكر انه لا يريد له ان يكون مرشحاً لرئاسة الدولة عام 2000 ويصرّ على ترشيح الجنرال الكسندر ليبيد محافظ اقليم كراسنويارسك. واعترف "صانع الحكومات" بأن بريماكوف عمل على توحيد النخب السياسية "ولكنه اخطأ حينما عمل من اليسار" خلافاً للوزارة الحالية التي تعمل لتحقيق الهدف نفسه من مواقع اليمين. وهدد كل من يقف في وجهها ب"اجراءات حاسمة" ودعا الى حظر الحزب الشيوعي وقال انه "لا يرى شيئاً من عدم المعقولية" في حل البرلمان، بل يعتقد ان مثل هذه الخطوة تساعد في "توجيه ضربة قوية" الى اليسار. ومعروف ان بيريزوفسكي يسيطر على امبراطورية اعلامية اهم ركائزها القناة التلفزيونية الأولى، وأعلن أمس انه ينوي شراء اكثر من ثلثي اسهم قناة ثانية، وقال ان شركة "لوغوفاز" للسيارات التي يملكها تفاوض لشراء دار "كوميرسانت" الكبرى للطباعة وتصدر صحيفة بالاسم نفسه ومجلات عدة، وأكد ان وسائل الاعلام التي يديرها "تضيق الخناق على الحزب الشيوعي" خلال الانتخابات، وتدعم "الاصلاحات الليبيرالية". وفي السياق ذاته دعا الرئيس بوريس يلتسن اعضاء اكاديمية العلوم الروسية الى "تسليح المجتمع بدواء مضاد" للشيوعية التي اعتبرها "اخطر مرض في القرن العشرين"، لكنه لم يشر الى احتمال منع الحزب الشيوعي. لكن رئيس الوزراء اكد انه "يرفض اي شكل من اشكال الطوارئ" ودعا الى "الكف عن كسر روسيا وانتخاب طرف ما فوق الحطام".