بكين - رويترز - شهدت الصين اهتماماً محدوداً بالذكرى العاشرة لقمع الحركة الطلابية في ساحة تيانامين في بكين امس الجمعة فيما تدفق الآلاف الى وسط هونغ كونغ لاحياء ذكرى الضحايا. وكان طلاب الجامعات احتلوا تيانامين السلام السماوي عام 1989 ولفتوا انتباه العالم الى احتجاجاتهم التي استمرت سبعة اسابيع قبل ان تهاجمهم قوات الجيش في ليل الرابع من حزيران يونيو لتقتل المئات وربما الآلاف من المتظاهرين. وفرضت السلطات اجراءات مشددة امس عن الميدان الفسيح الذي اغلق لاجراء تجديدات. وعرض التلفزيون مشاهد من اعمال التجديد قبيل الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الصين الشيوعية. ولم يشر التلفزيون الى احداث عام 1989 وكاد الميدان يخلو من مظاهر الاحتجاج. وألقت الشرطة القبض على شاب بعد ان نثر بعض البيانات اسفل صورة عملاقة للزعيم الراحل ماو تسي تونغ. وطالب البيان الذي وقعه طالب بجامعة بكين بالديمقراطية واستنكر الفساد ودعا الى دعم حقوق العمال مرددا نفس افكار الطلاب المحتجين عام 1989. وجاء في البيان "العمال مقدسون. الديموقراطية هي الضمان". وبعد ساعات تمكن رجل آخر من ان ينشر لوقت قصير مظلة بيضاء كتب علىها عبارة تطالب الحكومة بإعادة الممتلكات العامة الى الشعب وإحياء ذكرى الحركة الطلابية. وبعيداً عن الميدان بدا الجيل الحالي من الطلاب مشغولاً بفصول الدراسة والاستعداد للامتحانات. وتدفقت عائلات الضحايا على المقابر حاملة الزهور البيضاء إذ أن اللون الابيض هو اللون التقليدي للحداد الصيني. وأحيا بعض العائلات الذكرى في منازله بإضاءة الشموع. وكان الاهتمام الشعبي في المناسبة اكبر في هونغ كونغ حيث تدفق الآلاف على متنزه فيكتوريا في وسط المدينة للمشاركة في تجمع ليلي لاضاءة الشموع احياء لذكرى الضحايا. وقدر المنظمون ان نحو 20 ألف شخص وصلوا بالفعل اول المساء. ويتوقع المنظمون مشاركة 50 الف شخص في التجمع. وتصف السلطات الاحتجاجات التي قادها الطلاب عام 1989 بأنها "أعمال شغب مناهضة للثورة". وعملت الحكومة منذ ذلك الحين على دعم سلطتها بتعزيز معدل النمو وايجاد فرص عمل جديدة للشبان المتعلمين وتوسيع هامش الحريات الشخصية.