لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - هيمن اليورو على التعامل في الاسواق الدولية أمس مرتفعاً بعد الظهر في اوروبا من المستوى المتدني القياسي الجديد الذي سجله صباح أمس مدعوماً بانباء موافقة البرلمان الصربي على خطة السلام الدولية وتصريحات زعماء الاتحاد الاوروبي في شأن دعم النمو الاقتصادي. وكان اليورو انخفض صباح أمس الى 1.0305 دولار، أي اقل من قيمته مقابل العملة الاميركية بنحو 13 في المئة من سعر طرح العملة مطلع السنة الجارية. وارتفع بعد الظهر في لندن وعند افتتاح سوق نيويورك الى 1.0378 دولار بعد أن وافقت الحكومة اليوغوسلافية الفيديرالية على "وثيقة للسلام" اقترحها الموفدان الاوروبي والروسي على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش حسبما اعلنت الرئاسة اليوغوسلافية في بيان بثته وكالة انباء "تانيوغ". وتعهد زعماء الاتحاد الاوروبي المشاركون في قمة كولونيا أمس بتوجيه رسالة ايجابية في شأن اليورو الضعيف فحواها التزام دعم النمو والاستقرار الاقتصادي. وقال المستشار الالماني غيرهارد شرودر في مقابلة تلفزيونية قبل القمة ان لا احد في اوروبا يرغب في ان يظل اليورو عملة ضعيفة. وكان اليورو شهد انتعاشاً نسبياً في الاسواق الاسيوية أمس نتيجة عمليات قام بها المتعاملون لتغطية مراكز مكشوفة نتجت عن تجدد الآمال في ايجاد حل سريع لازمة كوسوفو. ومع تحقق هذه الآمال بعد افتتاح الاسواق الاوروبية اتجه المتعاملون في الاسواق الاوروبية والاميركية الى تغطية المراكز ما ساعد على تحسن اليورو. وكانت الاسواق تتوقع تصريحات في شأن اليورو من قمة زعماء الاتحاد الاوروبي، لكن القمة اكتفت بالتحدث عن النمو الاقتصادي وقالت انها ستترك التصريحات في شأن اليورو الى المصرف المركزي الاوروبي. وجاء هذا القرار بعد تصريحات متضاربة في شأن العملة الاوروبية الموحدة من جهات مختلفة من دول الاتحاد الاوروبي ساهمت في تدهور اليورو خلال الايام القليلة الماضية. وقال محللون ان انتعاش اليورو لن يستمر اذا لم تتدخل السلطات الاوروبية للدفاع عن العملة. واظهر المتعاملون في اسواق الصرف الآسيوية والاوروبية عدم تأثرهم بتصريحات فيم دويسنبرغ رئيس البنك المركزي الاوروبي أول من أمس، ما ادى الى دفع اليورو الى مستوى ادنى في هذه الاسواق صباح أمس. وكان دويسنبرغ اشار الى ان التدخل في اسواق الصرف هو آخر ما يفكر فيه مسؤولو البنك على رغم تكهنات بان اليورو ربما ينخفض الى مستوى دولار واحد تقريباً. وحذر محللون من ان دويسنبرغ، على رغم انه رئيس البنك المركزي الاوروبي، ربما ليس افضل ناطق بلسان اليورو. ولم ينتهز دويسنبرغ أمس فرصة للادلاء بمزيد من التصريحات في شأن اليورو، عملا بنصيحة وزير المال الالماني هانز ايشل الذي قال لدى وصوله الى القمة الاوروبية في كولونيا ان الصمت هو افضل سياسية. وقال محللون ان الازمة في كوسوفو ليست السبب الوحيد وراء تدهور اليورو، والتوصل الى اتفاق في شأن الازمة لن ينقذ اليورو. وتوقعوا ان يعود اليورو الى الهبوط على المدى القريب خصوصاً اذا لم تتدخل السلطات الاوروبية للدفاع عن العملة. وتوقع اقتصاديون اميركيون انفراجاً في مستوى صرف اليورو قبل نهاية السنة الجارية. وقال روبرت ماكوغين مدير الابحاث الاقتصادية في المؤسسة الاميركية الخاصة "كونفيرانس بورد" ان اليورو "ضعيف في الوقت الحالي لكننا نتوقع ان يبلغ سعر صرفه 09،1 مقابل الدولار قبل نهاية السنة". ويعتبر اليورو قبل اي شيء آخر ضحية للنمو القوي للاقتصاد الاميركي وضَعْف معدلات النمو في الدول الاوروبية التي تتعامل به والتي تشمل 11 دولة في الاتحاد الاوروبي. وبلغ حجم التراجع في سعر اليورو ازاء الين الياباني منذ مطلع السنة ما نسبته ثلاثة في المئة فقط، مقابل نحو 13 في المئة مقابل الدولار. وتعاني العملة الاوروبية ايضا من احتمال رفع معدلات الفائدة في الولاياتالمتحدة ما سيشكل عامل جذب لرؤوس الاموال بينما تتجه الفوائد على الايداعات في دول منطقة اليورور الى الانخفاض.