تدهور اليورو أمس الى مستوى ادنى قياسي جديد مقابل الدولار، في الوقت الذي حافظت فيه اسواق الدول الصناعية الكبرى على هدوئها لليوم الثالث على التوالي ولم تتاثر بضربات حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا. وساهم النمو الاقتصادي المتين في الولاياتالمتحدة وتباطؤ النمو في الدول الاوروبية الداخلة في العملة الاوروبية الموحدة الى ارتفاع الدولار مقابل اليورو والين في الآسواق الآسيوية والاوروبية والاميركية. وتراجع اليورو عند افتتاح سوق نيويورك أمس الى 1.0745 دولار مقابل 1.0873 دولار في نهاية التعامل في أوروبا أمس. وسجل الدولار 120 يناً في نيويورك عند افتتاح السوق أمس، لكنه تراجع الى 119.92 ين في فترة التعامل التالية. وقال متعاملون ان النمو الاقتصادي المتين في الولاياتالمتحدة وتعويض الاسهم الاميركية خلال الاشهر الثلاثة الماضية الخسائر التي تكبدتها في منتصف العام الماضي يشجع المستثمرين على شراء العملة الاميركية عوضاً عن اليورو. وبدأ ارتفاع الدولار مقابل الين في الاسواق الآسيوية أمس رويترز حيث اقبل المتعاملون على شراء العملة الاميركية لتغطية مراكز مدينة بعد ان تجاوز متسوى 118.5 ين. وقال متعاملون ان من أسباب ارتفاع الدولار اقبال البنوك اليابانية على شراء العملة الاميركية قبل نهاية السنة المالية الحالية يوم الاربعاء المقبل. وساهم في هبوط اليورو مقابل الدولار توقعات الاسواق بخفض الفائدة على اليورو عند اجتماع مجلس البنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت في الثامن من الشهر المقبل. ولم يستبعد بعض المحللين ان يتراجع اليورو الى 1.05 دولار اذا تم خفض الفائدة الاوروبية. وقالت تقارير وكالات الانباء ان الاوضاع في كل المراكز المالية الرئيسية الاوروبية كانت عادية وطبيعية وحتى في بورصة فرانكفورت الالمانية التي تتفاعل عادة بشدة مع الاحداث في دول اوروبا الشرقية، نظراً الى ان ارتباطاتها الاقتصادية مع هذه الدول اوثق من ارتباطات جيرانها في الاتحاد الاوروبي، علماً ان البورصات الرئيسية في فرانكفورت وفرنسا ولندن تراجعت أمس بعد الزيادات التي سجلتها أول أمس. وبدأ التعامل في بورصة وول ستريت في نيويورك أمس بتراجع مؤشر "داو جونز" 73 نقطة، أي نحو 0.73 في المئة مقابل ارتفاعه 169 نقطة، أي 1.75 في المئة في نهاية التعامل أول أمس. وهبط مؤشر "داكس" للاسهم الالمانية بنسبة 2.24 في المئة بعد ظهر أمس ومؤشر "كاك" للاسهم الفرنسية 1.32 في المئة. وارتفع مؤشر "فايننشال تايمز 100" لبورصة لندن نحو 46 نقطة صباح أمس، لكنه فقد هذه الزيادة في الساعات التالية من التعامل وسجل خسارة قدرها سبع نقاط بعد الظهر. وواصلت اسواق دول اوروبا الشرقية انتعاشها لليوم الثاني على التوالي عقب الخسائر الحادة التي تكبدتها في اليوم الاول من الغارات على يوغوسلافيا، علماً ان التعامل كان مختلطاً في بورصات هذه الدول.