أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً او اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وأمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها. أين يتشبهون وأين يستقلون، وكيف يرون المستقبل؟ والواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع خالد سمير سرحان 24 عاماً الطالب في المعهد العالي للسينما وابن الكاتب سمير سرحان رئيس الهيئة العامة للكتاب والكاتبة الراحلة نهاد جاد. ماذا عن الطفولة؟ - أول ما يؤثر في الطفولة هو المناخ العائلي، والمناخ الذي نشأت فيه كان ثقافياً، فمنذ الصغر أتابع عن قرب الحركة الثقافية والفنية، وكل يوم اربعاء كان يعقد في منزلنا صالون ثقافي كبير يشارك فيه كتاب وفنانون ونقاد فضلاً عن أنني كنت طوال فترة الصيف اجازة المدرسة اذهب مع والدتي - رحمها الله - الكاتبة نهاد جاد الى مؤسسة "روزاليوسف" الصحافية يومياً، كما كنت أخرج مع والدي الى أحد المنتديات الثقافية أو المقاهي التي كان يجلس فيها المثقفون، ولهذا كانت نشأتي ثقافية جداً وتفيدني في حياتي. على رغم أنك من أسرة ثقافية إلا أنك اتجهت إلى التمثيل، ما دوافعك؟ - أهوى الفن، وموهبة التمثيل في داخلي منذ الصغر وكان كثيرون يقولون لي إنني سأصبح ممثلاً. ولكن الواقعة التي جعلتني أتوقف كثيراً أمام الفن هي مسرحية "ع الرصيف" التي كتبتها والدتي وكيف واجهت الصعوبات والمشاكل من أجل ظهور مسرحيتها الى النور، يومها أدركت أن هناك أناساً يعشقون الفن والحرية وهو ما زادني إصراراً على أن أصبح ممثلاً، رسالته خدمة المجتمع والوطن. مَن اكتشف موهبة التمثيل لديك؟ - الفنان الكبير عادل إمام هو الذي اكتشفني وهو اول من أعطاني دوراً سينمائياً في فيلم "رسالة الى الوالي". وأؤكد أن عادل إمام، لم يصل الى نجوميته وشهرته صدفة لأنه لا يجامل أحداً وانما يحرص على أن تكون جميع عناصر عمله متكاملة شكلاً ومضموناً، فضلاً عن أنه يعد أكثر الفنانين الذين يحتضنون الوجوه الشابة، فهو يريد ظهور جيل جديد. هل دخولك معهد السينما واجه معارضة من الأسرة؟ - والدتي نهاد جاد رحلت منذ أعوام، أما والدي فكان يعارض دخولي، وكان مبرره في ذلك أن أخي الأكبر درس الاخراج في إحدى الجامعات الأميركية، وقال: يكفي فرد في الاسرة، لهذا استجبت في البداية والتحقت بالاكاديمية البحرية ولكن فشلتُ فشلاً ذريعاً... يضحك، ثم التحقت بمعهد الإعلام وفنون الاتصال وفشلت أكثر. وبعد ذلك وافق والدي على دخولي معهد السينما، والحمد لله لأنه من المؤكد سيفيدني في مستوى عملي كممثل على رغم ايماني الشديد أن الممارسة الفنية مهمة، ولهذا اعتبر شهادة ميلادي الفنية مقرونة باسم الفنان عادل إمام يوم منحني فرصة في فيلم "رسالة الى الوالي". ماذا عن الصعوبات التي تواجهك؟ - أحمل اسم والدي الدكتور سمير سرحان وهذا صعّب عليّ أشياء كثيرة، فضلاً عن أنني أدرك أنه لا وساطة لدى الجمهور، فتجدني أدقق في اختيار ما يُعرض عليّ من أعمال لأن هناك مسؤوليتين: الاولى اسمي والثانية اسم والدي وتاريخه الثقافي والفكري. وعلى كل حال أتمنى أن أحقق شهرة بعيداً عن شهرة والدي واعتماداً على موهبتي. ماذا عن علاقتك بوالدك؟ - نحن صديقان وهو استاذي. علاقتنا تقوم على الديموقراطية والحب، وهو ترك لي المسؤولية عن نفسي كاملة، وإذا سألته الآن أين أنا لا يعرف. وأنا أيضاً لا أعلم شيئاً عنه. وأنا أشكره على إيمانه بقدراتي واستقلاليتي. قدمت مسرحية بعنوان "جزيزة القرع" أخرجها رامي عادل إمام وحققت نجاحاً واسعاً وجسدت فيها الدور الرئيسي من خلال ادائك شخصية رئيس الجزيزة الديكتاتور، هل قبولك لمثل هذا الدور يعبر عن توجهك الفكري؟ - هذا نابع من مشاهداتي منذ الطفولة في منزلي، وكما ذكرت فإنني نشأت في مناخ ثقافي، والمثقف هدفه المجتمع ويحمل رسالة وطنية. كونك أحد الممثلين الشبان، كيف ترى مستقبل السينما؟ - مظلم... يضحك. جيل الشباب مظلوم وليس هناك من يعطي فرصة للشباب إلا عادل إمام لأنه يؤمن بفنه ويؤمن بالشباب وحتى اذا وُجد فنان آخر يعطي فرصة للشباب، إلا أن هذه الفرصة لا تخدم لأنها ليست من نجم مثل عادل إمام. ماذا عن أحلامك؟ - أحلم أن أقدّم أفلاماً تخدم المجتمع وان أكون صاحب قضية بعيداً عن نجاح موقت مرهون بفيلم أو بمسرحية، وأؤكد أنني أدرك مدى المسؤولية التي تقع على عاتق جيلنا من الممثلين الشباب. وأتمنى من الجميع ان يساندونا بقوة حتى لا يتم تفريغ الفن العربي من مضامينه وقضاياه الوطنية والاجتماعية.